- صاحب المنشور: إسراء الغزواني
ملخص النقاش:
بدأت التدخل العسكري الروسي في سوريا في سبتمبر 2015 بقرار من الرئيس فلاديمير بوتين الذي أعلن أنه رد على طلب المساعدة الرسمي من الرئيس السوري بشار الأسد. هذا التحرك الجوي المكثف يهدف إلى دعم الحكومة السورية في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والمجموعات المعارضة الأخرى. ولكن، كان لتورط روسيا عواقب واسعة النطاق تتجاوز الأهداف المعلنة.
التأثيرات السياسية
من الناحية السياسية، عززت روسيا وجودها الإقليمي والدولي. إن مشاركتها الفعالة في الصراع السوري أعادت الروس إلى المشهد السياسي العالمي كلاعب رئيسي بعد فترة طويلة من الغياب الحقيقي. كما منحها ذلك نفوذا أكبر في الشرق الأوسط، وهو منطقة كانت تحتفظ بها الولايات المتحدة تقليديا وستكون لها أهمية كبيرة في الدبلوماسية العالمية المستقبلية.
الآثار الإنسانية
على الجانب الآخر، أثرت العمليات العسكرية الروسية بشدة على السكان المدنيين. فقد تسببت الهجمات الكيميائية التي يُعتقد أنها نفذت من قبل القوات الحكومية المتحالفة مع روسيا، ومن ضمنهم الأكراد الذين تعرضوا للقصف بشكل كبير، في مقتل آلاف الأشخاص، مما أدى إلى موجة نزوح هائلة للنازحين داخليا وللاجئين خارج البلاد. وقد وجه المجتمع الدولي انتقادات شديدة لهذه الانتهاكات لحقوق الإنسان.
الوضع الاقتصادي والتجاري
بالإضافة إلى العواقب البشعة، شهدت الحرب أيضا تغييرات اقتصادية وتجارية ملحوظة. حيث استغل الطرفان الفرصة لتعزيز مصالحهما التجارية الخاصة بهم. فبينما تستفيد الشركات الروسية من عقود الأعمال الضخمة المرتبطة بتجديد البنية التحتية التي دمرتها الحرب، فإن العديد من العقوبات المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبي وأمريكا قد حدّت من قدرتهم على القيام بأعمال تجارية بحرية داخل أوروبا.
مستقبل المنطقة والعلاقات الدولية
وفي نهاية المطاف، يبقى تأثير هذه التدخل غير واضح تماما بالنسبة لمستقبل المنطقة والعلاقات الدولية. ففي حين نجحت روسيا حتى الآن في تعزيز موقعها في الشرق الأوسط، فإن طبيعة التعقيدات المحلية والإقليمية قد تجعل تأكيد هذا النفوذ أمراً صعباً للغاية. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي ارتفاع تكلفة الحرب - سواء كانت مادية أو سياسية أو أخلاقية – إلى إعادة النظر في القرار الاستراتيجي الأصلي الذي اتخذته موسكو.
الوسوم HTML:
...