تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي واستخدامها الواسع بين الأطفال والمراهقين، يزداد القلق بشأن تأثيراتها المحتملة على صحتهم النفسية. يعيش جيل اليوم وسط

  • صاحب المنشور: كشاف الأخبار

    ملخص النقاش:
    مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي واستخدامها الواسع بين الأطفال والمراهقين، يزداد القلق بشأن تأثيراتها المحتملة على صحتهم النفسية. يعيش جيل اليوم وسط عالم رقمي يشكل تحديات فريدة لمواجهة التفاعل البشري والتعرض لمصادر الضغط النفسي المختلفة عبر الإنترنت. يتناول هذا المقال تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، مع تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية والسلبية لهذه المنصات وتقديم اقتراحات عملية لأولياء الأمور والمعلمين لحماية الأجيال الشابة.

التأثير السلبي: الشعور بالنقص وعدم الكفاءة

أصبحت مقارنة الذات بالآخرين ظاهرة شائعة لدى مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة خلال مرحلة النمو عندما تكون الصورة الذاتية معرضة للتغير المستمر. غالبًا ما تعرض هذه المنصات أفضل اللحظات والأحداث التي تختارها الأشخاص لعرض حياتهم، مما يخلق وهمًا بالحياة المثالية ويؤدي إلى شعور الفرد بالنقص أو عدم الكفاءة عند المقارنة. يمكن لهذا النوع من الضغط أن يساهم في التقليل من احترام الذات والإدراك السلبي للذات [1].

الاكتئاب والقلق

رغم وجود بعض الدراسات التي تشير إلى فوائد محتملة لتواصل الاجتماعي في تعزيز الدعم الاجتماعي والتخفيف من الوحدة، إلا أنه هناك أدلة متزايدة تربط الاستخدام الزائد لوسائل التواصل الاجتماعي بزيادة معدلات الاكتئاب والقلق لدى الشباب. أظهرت دراسة نشرت عام 2018 في مجلة "The Lancet Child & Adolescent Health" ارتباط استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية بنسبة تصل إلى 7% زيادة في احتمالات المعاناة من أعراض اكتئابية [2]. وعلى نفس السياق، وجدت دراسة أخرى أجريت عام 2019 علاقة قوية بين وقت الشاشة -والتي تتضمن مشاهدة الفيديوهات ومواقع التواصل الاجتماعي- وبين ارتفاع حالات اضطراب القلق العام [3].

الخصوصية والأمان عبر الإنترنت

يتعرض الأطفال والمراهقون أيضًا لخطر التعرض للمضايقات الإلكترونية وانتحال الهوية وانتهاك خصوصيتهم الشخصية أثناء تصفحهم لشبكة الإنترنت. قد يؤدي مثل هذا السلوك إلى انخفاض الثقة بالنفس والشعور بعدم الأمان سواء داخل المجتمع الرقمي أو خارجه. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من المواقع غير الآمنة تحتوي على محتوى ضار قد يصل إليه هؤلاء المستخدمون الصغار دون علم آبائهم، الأمر الذي ينتج عنه آثار طويلة المدى على نموهم العاطفي والنفسي.

الجوانب الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي

على الرغم من المخاطر العديدة المرتبطة باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي، فهناك جوانب مفيدة تحتاج الاعتراف بها أيضًا. تسمح هذه المنصات للأطفال بالتواصل مع الآخرين الراغبين في مشاركة اهتمامات مشتركة وإنشاء مجتمعات افتراضية داعمة. كما توفر مساحة هامة للتعبير عن الذات والاستكشاف الذاتي بطريقة آمنة نسبياً خارج نطاق الأسرة المباشرة. يستطيع البعض تحقيق توازن صحي بين الوقت الواقعي والوقت الرقمي للاستمتاع بمزايا كل منهما دون الوقوع تحت وطأة سلبياته.

نصائح عملية للحفاظ على سلامة الطفل/المراهق

تنظيم الوقت:* وضع حدود زمنية واضحة لاستخدام الهاتف المحمول والحاسوب الشخصي يوميًا وعمل جدول زمني محدد للاستجمام والنشاط البدني والعادات الصحية الأخرى.

إدارة الحسابات بعناية:* توجيه الأطفال لإعداد حسابات مصرح بها علنًا وفقًا لسياسة الموقع الخاص بهم وإرشادهم حول كيفية حماية معلوماتهم الشخصية وضوابط الخصوصية.

تشجيع النشاطات الخارجية:* تقديم فرص متنوعة لأنشطة خارجية تحفز على الانخراط الاجتماعي والدعم العائلي بشكل مباشر وقضاء المزيد من الوقت أمام العالم الطبيعي.

الدعم التجاري:* مراقبة نوع المحتوى المرئي والصوتي المتاح لهم لمنع الوصول لما هو غير مناسب فكرياً وأخلاقيّاً.

الحوار المفتوح:* خلق جو من الثقة حيث يتم تشجيع تبادل الأفكار وانعدام الخوف من طلب المساعدة النفسية إذا دعت الحالة لذلك.

مراجع:

[1] Fardouly, J., Hawcroft, T.,


منصف العلوي

8 مدونة المشاركات

التعليقات