- صاحب المنشور: باهي العياشي
ملخص النقاش:
مع تزايد المخاوف العالمية بشأن تغير المناخ وتناقص موارد الوقود الأحفوري، أصبح تحول العالم إلى مصادر الطاقة المتجددة أكثر أهمية من أي وقت مضى. هذه الحركة نحو مستقبل طاقة مستدام يشهد تقدما هائلا، حيث شهدت السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في الاستثمار والابتكار في مجالات مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية.
مقدمة: عودة النظر في الطاقات التقليدية
كانت الثورة الصناعية تشكل أساس النهضة الحديثة التي تعتمد على استخدام النفط والفحم لتشغيل الآلات والمصانع الكبرى. ولكن مع مرور الزمن، ظهرت العديد من القضايا المرتبطة بهذه الممارسات. فهي ليست غير قابلة لإعادة التدوير فحسب، بل أيضا تولد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الضارة بالبيئة. هذا الوضع دفع المجتمع الدولي إلى البحث عن حلول جديدة ومستدامة للحصول على الطاقة والتي تتميز بأنها آمنة للبيئة وخالية تقريباً من الانبعاثات.
التكنولوجيا الرائدة: الطاقة الشمسية وطاقة الرياح
الطاقة الشمسية وأنظمة طاقة الرياح هي الأكثر شيوعاً في مجال الطاقة المتجددة اليوم. اللوحات الشمسية يمكنها التحويل مباشرة لأشعّة الشمس إلى كهرباء؛ بينما تُستخدم توربينات الرياح لتحويل حركة الهواء إلى حركية ثم بعد ذلك إلى كهرباء بواسطة الدينامو الكهربائي الداخلي لها. وقد حققت كلا النظامين أداء عالياً للغاية خلال العقد الماضي، مما أدى إلى خفض تكاليف الإنتاج بصورة ملحوظة وبالتالي جعلهما متاحة بكثرة للمستهلكين الأفراد والشركات التجارية أيضًا.
على سبيل المثال، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن استغلال طاقة الرياح له تأثير أقل بنسبة 99% من الفحم الحيوي بالنسبة لانبعاث الغبار الناعم الذي يعتبر أحد أكبر الملوثات الجوية الخطيرة للإنسان والصحة العامة. أما فيما يتعلق بطاقة الشمس، فقد ارتفع إنتاجها عالميا بمعدل سنوي بلغ حوالي 30٪ منذ عام ٢٠١٠ حسب جمعية الطاقة المتجددة الدولية (IRENA).
تحديات الطريق نحو الانتقال إلى الطاقة البديلة
رغم هذه النجاحات المبهرة، إلا أنه لا تزال هناك بعض العقبات أمام توسيع نطاق اعتماد الطاقة المتجددة بشكل كامل حول العالم. الأول منها يعاني من عدم توفر التشريعات المحلية الداعمة لهذه القطاعات، بالإضافة لضعف البنية الأساسية لاستخدام التكنولوجيات الجديدة في المناطق الفقيرة أو ذات التركيب السكاني الكبير ذو الأثر البيئي السلبي بسبب افتقارهم للسكن الآمن والإدارة الذكية لموارد المياه وغيرها الكثير مما يستدعي تدخل الحكومة والحفاظ على سياسة مستقرة واضحة للمواطنين والعاملين بالمؤسسة الخاصة الواحدة. ثانيا, ارتفاع تكلفة تركيب وصيانة تلك المنشآت مقارنة بوسائل أخرى قد تكون فعالة أيضاً لكن بتكلفة ابتدائية أعلى قليلاً خاصة وأن معظم دول العالم الثالث غير قادرة حاليًا حتى على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الاحتياجات الأساسية الأخرى فضلاً عن تأمين مصدر ثابت للأعمال الصغيرة والشركات الصغيرة والمتوسطة . لذلك بدأت الدول الآن باعتماد سياسات تستهدف تخفيض تكاليف المصانع المنتجة لهذه المواد واستحداث قوانين للتسهيل عليها وتحسين جوده منتوجاتها مما يساعد لاحقا'