سافرت قبل أيام إلى الرياض في رحلة عمل عاجلة. بدأت القصة عندما حجزت غرفةً في إحدى الفنادق التي ولسببٍ ما لا يعرفه إلا الأحمق الذي قام بتصنيف الفندق، على خمسة نجوم كاملة.
أنهيت عملي في الساعات الأولى من وصولي لمدينة الرياض على أن أقضي بضع ساعات في زيارة الأماكن الجديدة التي يبدو وكأنها تُوضع في أماكنها وضعًا دون الحاجة لمشقة البناء ووقته الطويل.
كان كل شيء يسير على ما يرام، الرحلة الميدانية لفتت انتباهي إلى المطاعم المنتشرة في الرياض كخطة ليكون لكل مواطن ومقيم مطعم خاص فيه. المقاهي المبالغة في أسعارها، القيادة الجنونية في الطرقات، الثورة الملحوظة على مستوى الأزياء والموضة.
الطرق السريعة التي تكاد تعكس صور الذين يسيرون عليها من شدة نظافتها، روائح العطور الصارخة التي تنبعث من الناس في ممرات الحدائق والمجمعات، كانت العاصمة تتغنى بنفسها، كالعادة.
اخترت مطعمًا إيطاليًا كلفني ما يقارب ضعف الذي دفعته في تذاكر الطائرة. عندما انتهيت من وجبتي سألني العامل سؤالًا، بطريقةٍ توحي لك أنه ينتظر إجابةً محددة ولن يقبل غيرها، هل ترغب في إعطاء بقشيش؟
قلت له أنني لا أرغب في ذلك حقًا. الأمر الذي دفعه للضحك والتعجب.