• صاحب المنشور: ابتهاج بن عطية
  
  ملخص النقاش:
  التطور المتسارع لذكاء الآلات والتكنولوجيا الرقمية أدى إلى نقاش حاد حول تأثيرها المحتمل على سوق العمل. بينما يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى فقدان وظائف بشرية عديدة لصالح الأنظمة الآلية، يحاجج آخرون بأن هذه التكنولوجيا ستخلق فرص عمل جديدة وتزيد الكفاءة الإنتاجية. هذا المقال يناقش كلا وجهتي النظر بتفاصيل أكثر.

الخوف من البطالة الجماعية

أولاً، يستند القلق بشأن دور الذكاء الاصطناعي في تآكل فرص العمل أساسًا على قدرته الفائقة على القيام بمهام معينة مع سرعة وكفاءة أعلى بكثير مقارنة بالإنسان. الروبوتات الحديثة قادرة الآن على إجراء العمليات الرياضية المعقدة والتعامل مع كميات كبيرة من البيانات بسرعة البرق، وهي مهارات كانت تقليدياً خاصة بالوظائف المكتبية العليا أو الهندسية التقنية. بالإضافة لذلك، يمكن لأتمتة المصانع باستخدام الروبوتات أيضا استبدال العديد من الأعمال اليدوية التي تتطلب جهدا بدنيا شاقا.

هذه الحالة قد تشكل خطراً هائلاً خصوصا بالنسبة للمهن ذات المهارات المنخفضة والمحدودة حيث يمكن الاستغناء عنها بسهولة أكبر. حسب بعض الدراسات، يتوقع أنه بحلول عام 2030، قد يتم استيراد حوالي ربع جميع الوظائف العالمية حالياً بواسطة الذكاء الاصطناعي والأتمتة.

الفرص الجديدة والنمو الاقتصادي

ومع ذلك، هناك رأي متضاد يدعم فكرة كون الذكاء الاصطناعي مصدر ثروة وليس فقرا. فهو يحسن البنية التحتية للعمل ويغير طبيعتها، مما يخلق مجالات وأدوار جديدة تماماً لم تكن موجودة سابقاً.

على سبيل المثال، تطوير برمجيات التعلم العميق والتحليل الضخم للأعمال التجارية يعني الحاجة المستمرة لهواة بيانات ماهرين وفريق دعم ذكي لاستخدام تلك التقنيات والاستفادة منها بشكل فعال. كما أثبت القطاع الصحي أهميته الواسعة باستخدامه للتطبيقات الطبية المدعومة بالذكاء الاصطناعي للحصول على نتائج علاج دقيقة ومتخصصة أكثر. حتى مجالي الفن والثقافة شهدا طفرات مبتكرة بسبب استخدام فناني الرسومات المحاكاة بالحاسوب وإنشاء الموسيقى بناءً على خوارزميات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم.

بالإضافة لهذا، فإن زيادة الإنتاجية التي يجلبها الذكاء الاصطناعي تسمح للشركات بتوسيع نطاق عملياتها وخلق المزيد من فرص العمل داخل بيئة أعمال أكثر ديناميكية وقدرة تنافسية عالية.

الختام

في النهاية، يبقى التأثير الدقيق للذكاء الاصطناعي غير مؤكد وغير ثابت نظرًا لتغيرات السوق والعوامل الاجتماعية الداخلية والخارجية الأخرى. لكن من المؤكد أن التحولات الناجمة عن الذكاء الاصطناعي ستكون عميقة ومهمة للسلوك العام للسوق العالمي وكذلك لقوى العمل فيه مستقبلاً. إن فهم كيفية إدارة عملية الانتقال بهذه الطريقة السباقة هو أمر حيوي لكل دولة ومنظمة تسعى لبناء اقتصاد أفضل واستقرار اجتماعي طويل المدى.