- صاحب المنشور: نورة بن شعبان
ملخص النقاش:في السنوات الأخيرة، شهد العالم تحولاً كبيراً نحو العمل عن بعد. هذه الظاهرة التي كانت تعتبر استثنائية أصبحت الآن جزءًا رئيسياً من العديد من الوظائف حول العالم بسبب جائحة كوفيد-19. هذا التحول لم يكن له تأثير على الكفاءة الاقتصادية فحسب، بل أيضا على الجوانب الاجتماعية والنفسية للأفراد.
من الناحية الاجتماعية، يمكن القول بأن العمل عن بعد أدى إلى زيادة الخصوصية الشخصية وبالتالي قد يقلل من فرص التواصل الاجتماعي غير الرسمي الذي يحدث عادة داخل بيئة مكان العمل التقليدية. هذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالعزلة والعزوبية بين بعض الأفراد الذين كانوا يستمتعون بتفاعلاتهم اليومية مع زملائهم. بالإضافة إلى ذلك، ربما يتسبب العمل عن بعد أيضاً في فقدان البعض لفرصة التعلم والتطوير المهني نتيجة لانخفاض الفرص التعليمية المتاحة خارج نطاق المحترفين المباشرين.
تأثيرات نفسية
من الناحية النفسية، قد يشعر العاملون عن بعد بمزيد من الضغط بسبب عدم وجود حدود واضحة بين الحياة العملية والحياة الخاصة. هذا قد يقود إلى التعب والإرهاق النفسي إذا لم يتم تحديد روتين عمل واضح أو خطوط فاصلة قوية بينهما. كما أنه بدون حضور جسدي يومي في مكان العمل، قد يفقد الفرد شعوراً بالانتماء للمجتمع الصغير الذي كان يعمل ضمنه سابقاً، مما يساهم في ارتفاع مستويات القلق والأرق وغيرها من الأمراض المرتبطة بالضغط النفسي الشديد.
على الرغم من هذه التحديات، هناك جوانب إيجابية أيضًا. يسمح العمل عن بعد بصورة عامة باستقلالية أكبر وأوقات أكثر مرونة، وهو أمر مهم خصوصًا للعائلات ذات الاحتياجات الخاصة أو لأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة تجعلهم بحاجة لأن يكونوا قادرين على تنظيم وقتهم بطريقة تناسب حالتهم الصحية.
في النهاية، يبدو أن مفتاح تحقيق توازن صحي عند العمل عن بعد يكمن في وضع الحدود وإدارة الوقت بكفاءة واستخدام الأدوات المناسبة للتواصل والمشاركة الاجتماعية مع الزملاء. إن فهم وتقييم التأثير الاجتماعي والنفسي المستمر لهذا النوع الجديد من الأعمال ضروري لتحسين ظروف حياة وممارسات عمل ملايين الأشخاص حول العالم.