(من عجائب قصص الإخلاص)
قال محمد بن المنكدر: كانت لي سارية في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلس أصلي إليها الليل، فقحط أهل المدينة سنة، فخرجوا يستسقون، فلم يسقوا، فلما كان من الليل صليت عشاء الآخرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جئت فتساندت إلى ساريتي، فجاء رجل https://t.co/FVDxWVBkqn
أسود، تعلوه صُخْرَةٍ، متزر بكساء، وعلى رقبته كساء أصغر منه، فتقدم إلى السارية التي بين يدي، وكنت خلفه، فقام فصلى ركعتين، ثم جلس فقال: "أي رب! أي رب!، خرج أهل حرم نبيك يستسقون، فلم تسقهم، فأنا أقسم عليك لما سقيتهم، فأنا أقسم عليك لما سقيتهم (يعني إلا أن تسقيهم)"
يقول ابن المنكدر:
فقلت: مجنون!، قال: فما وضع يده حتى سمعت الرعد، ثم جاءت السماء بشيء من المطر، حتى أهمني الرجوع إلى أهلي! (يعني كثرة المطر)، فلما سمع المطر، حمد الله بمحامد لم أسمع بمثلها قط، قال: ثم قال: "ومن أنا!، وما أنا حيث استجبت لي!، ولكن عدت بحمدك، وعدت بقولك!"، ثم قام فتوشح بكسائه الذي كان
متزرا به، وألقى الكساء الآخر الذي كان على ظهره في رجليه، ثم قام، فلم يزل قائما يصلي، حتى إذا أحس الصبح سجد وأوتر وصلى ركعتين الصبح، ثم أقيمت صلاة الصبح، فدخل في الصلاة مع الناس، ودخلت معه، فلما سلّم الإمام، قام فخرج، وخرجت خلفه، حتى انتهى إلى باب..
فلما كانت الليلة الثانية، صليت
العشاء في مسجد رسول الله، ثم جئت إلى ساريتي، فتوسدت إليها، وجاء، فقام فتوشح بكسائه، وألقى الكساء الأخر الذي كان على ظهره في رجليه، وقام يصلي، فلم يزل قائما حتى إذا خشي الصبح، سجد ثم أوتر ثم صلى ركعتي الفجر، وأقيمت الصلاة، فدخل مع الناس في الصلاة، ودخلت معه، فلما سلم الإمام خرج من