يجيب المستشار الشرعي عن تساؤلك حول قدرتك على استخدام زكاة أموال اليتامى الذين تكفل بهم لتسديد دينك الشخصي. وفي حين أن وضعك مفهوم ويعكس حاجتك للمساعدة المالية، فإن الشريعة الإسلامية تحدد الحدود الواضحة فيما يتعلق باستخدام مثل هذه الأموال.
أولا وقبل كل شيء، يجب معرفة أنه عندما تكلف برعاية أموال اليتامى، أصبح لديك واجبا شرعيا لإدارة تلك الأموال بحكمة وبما يحقق مصالح هؤلاء الأطفال. وهذا يشمل التأكد من نمو وتوسيع ممتلكاتهم بدلا من صرفها بسرعة عبر دفع الزكاة عنها. لذلك، ينصح بأن تستثمر أو تتاجر بالأموال لتحقيق الربح بدلاً من مجرد أداء الزكاة.
بالنسبة لسؤالك الخاص باستخدام جزء من هذه الزكاة لدفع ديونك الشخصية، فهذا غير جائز وفقاً للشريعة الإسلامية. حيث إن الوكيل الذي يعهد إليه بإخراج زكاة شخص آخر لا يستطيع أخذ أي جزء منه لصالحه، سواء كان مستحقاً له أصلاً أو مقابل عمل قام به. ويعد هذا الاستثناء الوحيد عندما يسمح له صاحب المال صراحة بذلك. ومع كونك وصياً ومكلّفا بتوزيع موارد اليتامى بشكل صحيح، فإن أخذ نسبة من زكاتهم لنفسك يعد خاطئة للغاية بسبب مشاعر الريبة المرتبطة بهذه الخطوة بالإضافة إلى احتمالية انتشار الفساد الأخلاقي المحتمل نتيجة لهذا القرار.
في نهاية المطاف، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها والتي تشمل وجود متطلبات شهرية ودين عليك، تبقى الطريقة المثلى هي إدارة وتنمية أموال اليتامى بعناية والحصول على المساعدات اللازمة لتلبية احتياجاتك الخاصة بطرق أخرى تحترم حرمة وهيبة حقوق اليتامى وفق تعليمات الدين الإسلامي القدسية.