- صاحب المنشور: مروة بوهلال
ملخص النقاش:
في عالم يتسارع فيه التغيير التكنولوجي بوتيرة غير مسبوقة، أصبحت التحولات الرقمية محركًا رئيسيًا للتطور في مختلف المجالات. ولا يختلف قطاع التعليم عما سواه، حيث بات الترقية إلى بيئات تعليمية رقمية ضرورة ملحة لتلبية احتياجات الطلاب وتوفير فرص تعلم جديدة ومبتكرة. وفي هذا السياق، يأتي التركيز على كيفية استفادة المؤسسات التعليمية العربية من هذه الثورة الرقمية والاستعداد للمستقبل.
الفرص المتاحة
يمكن القول إن التحول الرقمي يُحدث ثورة في طريقة تقديم المعرفة واستيعابها. هناك العديد من الفوائد التي يمكن أن يجنيها نظام التعليم العالي العربي من اعتماد الحلول التقنية الحديثة:
- زيادة الوصول: تتيح المنصات الإلكترونية للتعلم عن بعد الوصول إلى موارد التعلم بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو الظروف الاجتماعية والاقتصادية. وهذا يعزز المساواة ويفتح أبواباً جديدة أمام الطلاب الذين ربما لم يكن بإمكانهم الحصول على تعليم جامعي تقليدي سابقاً.
- تخصيص الخبرات التعليمية: يسمح الذكاء الاصطناعي وأدوات التعلم الآلية بتقديم تجارب تعليمية شخصية أكثر بناءً على مستوى كفاءة كل طالب واحتياجاته الخاصة. وهذا يقود لنتائج أفضل ويحسن الاحتفاظ بالمعلومات لدى الطالب.
- تحسين التواصل والتفاعل: توفر البيئات الرقمية أدوات متقدمة للتواصل بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب مثل المنتديات الافتراضية والفصول الدراسية عبر الإنترنت وغيرها مما يحسن تبادل الأفكار والمناقشات العلمية.
- تعزيز البحث الأكاديمي: تساعد البرمجيات الحاسوبية المتطورة الباحثين على معالجة كميات هائلة من البيانات وتحليل نتائج التجارب بسرعة أكبر بكثير مقارنة بالأسلوب اليدوي الكلاسيكي. كما تساهم الشبكات العالمية للأبحاث المفتوحة في نشر المعرفة العلمية بمعدلات أسرع.
المخاطر المحتملة والتحديات الواجب مواجهتها
على الرغم من الإيجابيات العديدة المرتبطة بالانتقال نحو مجتمع رقمي داخل مؤسسات التعليم العالي، إلا أنه ينبغي عدم تجاهل بعض العوائق الرئيسية التي قد تواجه هذا الانتقال:
- الإنفاق الكبير والنفقات التشغيلية: تتطلب عمليات تحويل المعلومات والثروات المعرفية إلى شكل رقمي الكثير من الاستثمارات المالية الأولية والتي تشمل تحديث البنى التحتية والأجهزة والبرامج اللازمة لدعم الأنظمة الجديدة بالإضافة للنفقات المستمرة للحفاظ عليها وصيانتها.
- تأهيل الموارد البشرية: تحتاج الجامعات لإعادة تأهيل موظفيها الحاليين ليس فقط لاستخدام الأدوات والتقنيات الجديدة ولكن أيضا لفهم تأثير تلك التقنيات على دورهم الوظيفي وبالتالي تغيير ثقافة العمل لديهم لتصبح أكثر انسجاماً مع البيئة الرقمية الجديدة.
- الحماية الأمنية والعوامل السياسية: يشكل الجانب الأمني مصدر قلق كبير عند تخزين بيانات حساسة حول طلاب وموظفين وأبحاث علمية عبر شبكة الإنترنت المحلية والمعتمدة على خدمات خارجية متنوعة المصدر وقد تكون خاضعة لقوانين ولوائح دول مختلفة الأمر الذي يتطلب فهم عميق لكل تفاصيل القانون الدولي الخاص بحفظ حقوق الملكية الفكرية وهوية المستخدم الشخصية ضمن نطاق سيادتكم الوطنية وجهود مشتركة لمنظمات حكوميه ومؤسسات أكادميه لتحقيق أعلى درجات الحياد والإخلاص لأهداف المجتمع الأكاديمي الأصيلة.
وفي النهاية فإن رحلة التحول الرقمي ليست سهلة ولكنه الطريق الوحيد مستقبلاً للاستمرار بالحفاظ علي الريادة العلميه للمجتمع العربى ومواجهة المنافسة الدولية الشرسة والحفاظ أيضاً علي مكانتها التاريخيه الغنية بالتراث الثقافي الرائع والشامخ والذي سيكون بلا شك جزءآ مهمآ آخر يسعى النظام الجديد لبناء عليه وليس البدء منه الصفر مرة أخري !