- صاحب المنشور: غيث الرشيدي
ملخص النقاش:أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال والمراهقين اليوم. بينما توفر هذه المنصات فرص التواصل والتفاعل مع الآخرين وتبادل المعلومات، إلا أنها قد تحمل أيضًا مخاطر كبيرة خاصة فيما يتعلق بصحة الأفراد النفسية. العديد من الدراسات الحديثة تشير إلى وجود علاقة مباشرة بين الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي والأعراض المرتبطة بالقلق والاكتئاب لدى الشباب.
من بين المشكلات الأكثر شيوعاً هي زيادة الضغط النفسي الذي يمكن أن ينجم عن التحقق المستمر من الرسائل والإشعارات، مما يؤدي غالبًا إلى الشعور بالوحدة والعزلة حتى وإن كانوا محاطين بالأصدقاء فعليًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن المقارنة غير الصحية التي يواجهها هؤلاء المستخدمون الصغار بسبب المحتوى الفائق التنظيم والذي يتم نشره عبر الإنترنت، والتي تظهر الحياة مثالية أو مثالية الزائف، يمكن أن تضر بانخفاض تقدير الذات والثقة بالنفس لديهم.
التغيرات البيولوجية
حتى الجانب البيولوجي ليس بمأمن تمامًا؛ حيث أشارت بعض الأبحاث إلى أن التعرض الطويل لشاشات الإلكترونية يمكن أن يعطل إنتاج هرمون النوم "الميلاتونين"، وبالتالي يؤثر سلباً على جودة نوم الأطفال والمراهقين. هذا الأمر مهم جدًا نظرًا لأهمية الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم خلال مرحلة النمو لتطوير العقول والجسد بطريقة صحية وسليمة.
دور الوالدين والمعلمين
معرفة الآباء والمعلمين بهذه الحقائق مهم للغاية لأن دور الرعاية والتعليم لم يعد مقتصراً فقط على التعليم الأكاديمي بل يشمل أيضاً تعليم القيم الاجتماعية والمعلومات حول كيفية استخدام الوسائط الرقمية بشكل آمن وصحي. تثقيف الأجيال الأصغر سنًّا بشأن حدود الوقت المناسب للاستخدام، وكيفية اختيار الأصدقاء الحقيقيين بعناية خارج العالم الافتراضي، وأهمية التركيز أكثر على التجارب الواقعية بدلاً من الاعتماد الكبير على التجربة الظاهرية عبر الشاشات الصغيرة.
في النهاية، رغم كل السلبيات المحتمَلة، مازال بإمكاننا إعادة النظر واستغلال الإيجابيات الحقيقية لوسائل التواصل الاجتماعي لتحسين الجوانب الإيجابيّة للحياة اليومية للطفولة والشباب، ولكن بنظرة متوازنة ومراقبة مستمرة من قبل الكبار الذين يعملون كموجهين حكماء ومهتمين بحماية شباب الغد.