تتمتع الأرض بغطاء مغناطيسي فريد يلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على الحياة على سطحها. تُعرف هذه الطبقة الخارجية بالمجالات المغناطيسية للأرض، والتي تعمل كدرع واقٍ ضد الإشعاعات الشمسية الضارة وحزمة عالية الطاقة من الجسيمات المتساقطة قادمة من الفضاء الخارجي. تشكل هذه الظاهرة النادرة مصدر إثارة للمهتمين بعلم الفيزياء والأبحاث الفلكية.
تتولد مجالات الأرض المغناطيسية نتيجة للحركة الدوامانية لللب الداخلي المصنوع بشكل أساسي من الحديد والنيكل السائل. يعمل هذا اللب كمحرك ديناميكي ينتج مغنطيسا قويًّا يُشبه المغناطيس العملاق متمركز تحت القطب الشمالي ويمر عبر مركز الكوكب ليصل عند القطب الجنوبي. يؤدي دوران الارض وانجذاب القطبين شمالاً وجنوباً لتوليد خطوط قوة تغطي الغلاف الجوي لسطح الكوكب مما يشكل ما يعرف بـ "المجال المغناطيسي".
إن فهم طبيعة وتأثير تلك المجالات ليس فقط أمر مهم لفهم بيئة الكون المحيطة بنا ولكن أيضا له تطبيقات عملية عديدة خاصة فيما يتعلق برصد الطقس الفضائي والتكنولوجيا الحديثة مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS). علاوة علي ذالك، فإن دراسة المجالات المغناطيسية تساعد العلماء في التعرف على تاريخ نشأة الارض منذ بداية تكونها منذ مليارات الأعوام. إن وجود هذه المجالات الطبيعية يعكس مدى روعة خلق الله عز وجل وتعظيم قدرته سبحانه وتعالى. لذا يمكن اعتبار استكشاف ودراسة عميق لهذه الظواهر جزء من جهود البشر لإلقاء نظرة عن قرب لاستيعاب عظمة مخلوقات رب العالمين ورؤيتها بشغل وسحر خاص.