- صاحب المنشور: حلا البكري
ملخص النقاش:مع تزايد المخاوف العالمية بشأن تغير المناخ وتقدّم تقنيات الذكاء الاصطناعي بسرعة مذهلة، يبرز سؤال هام حول كيفية استخدام هذه التقنيات الحديثة لدعم الاقتصاد الأخضر وتحقيق نمو مستدام. يسعى هذا المقال لاستكشاف الفوائد المحتملة لتطبيق الذكاء الاصطناعي في القطاعات البيئية والمستدامة وكيف يمكن لهذه التكنولوجيا الجديدة المساهمة في خلق اقتصاد أكثر سلامة وصحة بيئيًا.
الطاقة المتجددة
أحد أهم المجالات التي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد بها هو تطوير وزيادة كفاءة الأنظمة الخاصة بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة. من خلال تحليل البيانات الضخمة واستخدام خوارزميات التعلم الآلي، يمكن للنظم المدعومة بالذكاء الاصطناعي تحديد أفضل المواقع لتركيب توربينات الرياح أو اللوحات الشمسية بناءً على عوامل مثل الموقع الجغرافي واتجاه الرياح ومعدلات الإشعاع الشمسي. كما أنها تساعد في تحسين أداء هذه الأنظمة من خلال مراقبة تشغيلها وتوقع الأعطال قبل حدوثها، مما يؤدي إلى زيادة الكفاءة وخفض تكلفة التشغيل والصيانة.
التنبؤ بالموارد الطبيعية وإدارتها
يُعتبر الذكاء الاصطناعي أيضًا أداة قوية لإدارة الموارد الطبيعية بشكل أكثر فعالية. فمن خلال ربط كميات كبيرة ومتنوعة من بيانات الاستشعار الأرضي والأرصاد الجوية وبرامج معلومات نظم المعلومات الجغرافية (GIS)، تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي تقديم توقعات دقيقة للمناطق الأكثر عرضة للجفاف أو الفيضانات أو غيرها من الظواهر الطبيعية القاسية. وهذا يسمح باتخاذ قرارات استراتيجية مدروسة بشأن الزراعة والتخطيط الحضري والحفاظ على المياه، ممّا يقود نحو إدارة موارد طبيعية أكثر استدامة.
النقل الكهربائي والتنقل المستدام
يمكن لذكاء السيارات والخوادم المركزية للتحكم في حركة المرور - المعروف باسم "شبكات النقل الذكية" - تغيير الطريقة التي نتفاعل بها مع وسائل النقل العام والشخصية. باستخدام شبكة واسعة من أجهزة الاستشعار وأنظمة التواصل بين المركبات، يمكن للتطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تنظيم تدفق حركة المرور بكفاءة أكبر، مما يخفض وقت الانتظار ويعزز السلامة ويقلل الانبعاثات المرتبطة بحركة المركبات. بالإضافة إلى ذلك، فإن محركات البحث والاستشارات السياحية المبنية على الذكاء الاصطناعي قد تعزز استخدام الدراجات الهوائية والمشي والسفر العام، والتي تعتبر جميعها طرق نقل صديقة للبيئة.
تقييم الدورة الحياتية للعناصر الصديقة للبيئة
يسلط الذكاء الاصطناعي الضوء أيضا على جوانب مهمة تتعلق بتقييم دورة الحياة للمواد والبضائع "الصديقة للبيئة". باستخدام نماذج المحاكاة المتقدمة وقواعد البيانات الوثيقة، يمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي تقدير التأثير البيئي لكل منتج منذ بداية عملية التصنيع حتى نهاية عمره الافتراضي. هذه التقنية مفيدة بشكل خاص في مجالات التصميم والإنتاج حيث إنها تمكن المصنعين من اتخاذ قرارات مبنية على العلم لتحقيق الحد الأمثل من النفايات والاستهلاك المسؤول للموارد الطبيعية.
وفي النهاية، يبدو واضحاً أن الذكاء الاصطناعي يتمتع بإمكانات هائلة للإسهام في تحقيق هدف الاقتصاد الأخضر. ومن الواضح أنه عند