- صاحب المنشور: إسحاق بن تاشفين
ملخص النقاش:
في العصر الحديث، أصبح دور وسائل التواصل الاجتماعي محوريًا في تشكيل وتوجيه الآراء العامة. هذه القنوات الجديدة للاتصال جعلت صوت الجمهور أكثر حدة وأكثر قدرة على التأثير على السياسات المحلية والدولية. هذا التحول واضح خاصة في العالم العربي حيث شهدنا العديد من الحركات الشعبية التي غالبًا ما كانت تتغذى وتحفزها الرسائل والمناقشات عبر الإنترنت.
الديناميكية المتغيرة
تعكس الديمقراطيات الناشئة أو غير المستقرة في المنطقة العربية كيف يمكن لهذه المنصات الإلكترونية أن تغيّر المشهد السياسي بسرعة كبيرة. بتوفر المعلومات بحرية أكبر مما كان عليه الأمر سابقاً، بدأ المواطنون يتواصلون مع همومهم ومطالبهم بطرق جديدة وغير مسبوقة. الأحداث مثل الربيع العربي أثبتت بأن قوة الشارع ليست الوحيدة المؤثرة؛ بل إن رأي الناس المكتسب عبر الشبكات الاجتماعية يؤثر أيضًا بشدة في القرارات الحكومية والإعلامية.
تأثير الإعلام الاجتماعي على السياسة الداخلية
- الشفافية: تتيح شبكات التواصل للشعب الوصول إلى معلومات قد تكون مخفية سابقا عن طريق السلطتين التنفيذية والتشريعية للحكومة. وهذا يرفع مستوى الوعي ويقلل الفساد المحتمل.
- التنظيم الشعبي: توفر المنصات الرقمية أدوات فعالة لتنظيم الوقفات الاحتجاجية والتجمعات المدنية بشكل مستدام ومتنوع الجغرافيات.
- تأثير الراي العام: يمكن للمحتوى المنتشر حول قضايا سياسية معينة أن يشكل اتجاهات واضحة تؤدي لتغيرات داخل المؤسسات السياسية والحكومية.
- الدبلوماسية العامة: تلعب مواقع التواصل دوراً رئيسياً في بناء العلاقات الدولية وتعزيز الصورة الذهنية للدولة لدى الخارج.
التحديات والتوقعات المستقبلية
مع كل هذه الإيجابيات يأتي أيضاً تحديات تحتاج إلى التعامل بحذر منها:
* الفبركة والأخبار الكاذبة: انتشار الأخبار المضللة يعرض الاستقرار المجتمعي للخطر ويعيق عملية صنع القرار الصحيح.
* التدخل الخارجي: استخدام بعض الدول لمواقع التواصل للتلاعب بالرأي العام الداخلي يعد جزءا من المنافسة geopolitical الحديثة وقد ينتهك حقوق الإنسان الأساسية.
* الإسلاموفوبيا: هناك خطر متزايد لاستخدام الانترنت كأداة لنشر الصور النمطية الضارة ضد المسلمين سواء كانوا مواطنين أم مهاجرين.
في النهاية، رغم كل السلبيات المرتبطة بالإعلام الجديد، تبقى فرص تحقيق مجتمع مدني حقيقي ومنظم عالياً إذا تم استخدامه بإدارة سليمة وباستراتيجيات فعّالة.