من كتاب الفضل شلق: تجربتي مع الحريري
إستقبل مارسيل غانم (عام ٢٠٠٢)، في برنامجه الشهير "كلام الناس"، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وتكلم رياض سلامة بفهمه وعلمه ورصانته. وبين أسئلة مارسيل غانم ، الملغومة منها والبريئة ، وأجوبة رياض سلامة، المواربة والمباشرة، ركّز الإثنان على سعر صرف
الليرة اللبنانيّة، وعلى سعر الفائدة. وسارع مراقبون لا يجيدون مراقبة شيء إلا رؤوس أنوفهم القصيرة، إلى إعتبار المقابلة عمليّة ترشّح لرئاسة الجمهوريّة. أليس هذا قدر كل ماروني كريم، يحمل شهادة. وينذر نفسه للخدمة العامة. ويتقن التودد والتقرّب؟
شاءت الصدفة أن يكون الفضل شلق على موعد مع دولة الرئيس للبحث في موضوع آخر. قبل أن يجلس ، سأله دولة الرئيس: "ما رأيك؟"
وعلى عادته، حين يطرح عليه الرئيس رفيق الحريري سؤالاً أمام جمهور من الناس، كان يستحسن أن يحتفظ به لجلسة ضيقة بينهما، أجاب الفضل شلق بصراحته المعهودة والمنشودة.
الفضل شلق: قلت له: " إن رياض سلامة قال نصف الحقيقة، على طريقة ذاك الذي يقول:لا إله…
قاطعني الرئيس رفيق الحريري، على طريقة المستغرب المستهجن: "ماذا تقصد؟"
تابعت:"ونصف الحقيقة يعني غير الحقيقة ".
قال دولة الرئيس "فصّل كلامك".
واصلت:"تكلم الحاكم عن سعر الفائدة ، وقال إن السوق هو الذي يجب أن يحدده.
قال دولة الرئيس، وهو يلقي نظرة دائرية، كأنه يشهد القوم، أو يطلب تأييدهم: "ومم يشكو هذا الحكي؟"
أضفت: " لماذا يقرر السوق الفائدة، ولا يقرر سعر الصرف؟ لماذا سعر الليرة ثابت بقرار حكومي صارم لا يتزعزع،