- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، ظهرت حالة واضحة من انعدام الثقة بين الشباب والشابات وبين الحكومات في العديد من الدول. هذا الوضع ليس مقتصراً على منطقة جغرافية معينة أو نظام حكم محدد؛ فهو ظاهرة عالمية تشكل تحدياً كبيراً أمام المسئولين السياسيين وأصحاب القرار. هذه الأزمة ليست مجرد خلاف سياسي عابر، بل هي نتيجة تراكمية لتجارب عدة تتضمن عدم الشفافية، الانتهاكات الحقوقية, وعدم الاستجابة لاحتياجات المجتمع المحلية خاصة تلك التي تخص فئة الشباب الذين يشكلون غالبية السكان.
العوامل المؤثرة في انهيار الثقة:
- التمثيل السياسي: أحد أهم الدوافع الرئيسية لأزمة الثقة هو شعور الشباب بعدم تمثيلهم بصورة فعلية في العملية السياسية. يجد الكثير منهم أن الأحزاب السياسية التقليدية لا تعكس قيمهم واحتياجاتهم الحقيقية. وهذا الأمر يؤدي إلى عزوف عن المشاركة في الانتخابات أو الاهتمام بالأخبار السياسة.
- الصراع الاجتماعي- الاقتصادي: البطالة المرتفعة، الفوارق الاجتماعية الواسعة، والنقص في الفرص المتاحة للدراسة والتدريب المهني كلها أمور تساهم في خلق بيئة متوترة وتزيد من الغضب الشعبي تجاه القادة المنتخبين. عندما لا يتم التعامل مع هذه القضايا بطريقة ذات مصداقية ومستدامة، يمكن لهذه المشاعر أن تتحول إلى فقدان كامل للثقة.
- الإعلام الجماهيري والثقافة الرقمية: الإنترنت والمواقع الإخبارية المختلفة قد جعلته أكثر سهولة بالنسبة للمستخدمين الوصول إلى المعلومات مباشرة. ولكن الجانب السلبي لهذا الأمر يتعلق بنشر الأخبار الزائفة والخزعبلات والتي يمكنها زعزعة استقرار أي مجتمع. بالإضافة لذلك، فإن وسائل التواصل الاجتماعي توفر مساحات حيث يمكن للأراء والمعلومات المثيرة للجدل أن تجد صدى واسعاً بسرعة كبيرة، مما يساهم أيضاً في زيادة حالة الانقسام الداخلي وانخفاض ثقة الجمهور العام بالحكومات.
- الحوكمة ومكافحة الفساد: تعتبر الحكومة فعالية فعالية وكفاءة مؤسسات الحكم جزءا هاما من بناء الثقة العامة. إن وجود شبهات حول فساد المسؤولين والأفعال غير القانونية داخل الجهاز البيروقراطي الحكومي يسبب ضررا خطيرا بثقة الناس بهم.
الآليات المقترحة لإعادة بناء الثقة:
- الحملات التعليمية: يجب على الحكومات العمل على تنظيم حملات تثقيفية تستهدف جميع شرائح المجتمع، خاصّةً الشباب. هدف هذه الحملات نشر الوعي حول كيفية عمل النظام السياسي وأن دور المواطن أكبر بكثير ممّا يبدو عليه.
- التنوع والإشراك السياسي: فتح المجال أمام شخصيات مستقلة وغير متحيزة للحزب لتحظى بمناصب مؤثرة ضمن الهيكل الوزاري يعزز الشعور بأن الجميع له حق الدفاع عن أفكارهم الخاصة. أيضا، تقديم فرص للشباب ليشاركوا في صنع السياسة بشكل مباشر عبر اللجان التشاورية والمجالس البلدية سوف يساعد في تحسين فهمهم لنظام اتخاذ القرارات وعليه