في الإسلام، عندما يحتفظ شخص بمبلغ من المال نيابة عن آخر - سواء كانت هذه الوكالة بالنية أو بالإذن القانوني، مثل حالة أصدقاءك الذين وظفوك لنقل مبلغ كبير لصالح جمعية خيرية- فإن هذا المال يصبح "أمانة". وفق التعاليم الإسلامية، الأمانات ليست مؤمنة لدى المستلم حتى يحدث خلل أو تقصير واضح منه.
حيث ذكر العلامة ابن عثيمين رحمه الله: "الأمين ليس مسؤولاً عما أتلف بحوزته إلا حين التعدِّي أو القصور." وهذا يقصد بالأمر الذي حدث خلال قضيتك؛ أي اختلاس المال بسبب سرقة المنزل. هنا، بما أن السرقة خارج نطاق سيطرتك وقوتك، أنت غير مسؤول قانونيًا لإرجاع تلك الأموال حسب الفقه الإسلامي.
لكن الأمر مختلف تمامًا لو كنت قد أخرت تسليم المال بدون سبب وجيه، مما يشير إلى الكسل أو عدم الجدية. في مثل هاتين الحالة، يمكنك اعتبارك "مسؤول"، أي ملزم برد المكافئ نفسه للمستحق بناء على تعهدتك الأصلي.
بالتالي، ينطبق حكمك النهائي اعتمادًا على الظروف التي تحيط بالتأخير. إذا تم تثبيت وجود عامل طبيعي أو قوة أكبر من قدرة البشر غلبت طريق التسليم المعتاد، فلن تكون مطالبًا باستبدال الدفع كما طلبت الأصلًا. ومع ذلك، إذا تبين أن الزيادة في الوقت جاء نتيجة للتسويف أو الإهمال الغير ضروري من جانبك، سيكون الواجب عليًّا إعادة المبلغ المعني مرة أخرى لمن استلمه خصما من حساباتك الخاصة.
وفي كل الأحوال، يجب دائماً الاحتفاظ بأمان الأموال الأخرى المشابهة لهذه الحالة بعناية كبيرة تجنبًا للأعطال المحتملة مستقبلًا بالإضافة لحماية صاحب الحق بشكل أفضل لاحقا أيضا.