• صاحب المنشور: هديل العسيري
  
  ملخص النقاش:
  مع تسارع وتيرة التطور التكنولوجي في العالم المعاصر، أصبح التحول نحو التعلم الرقمي حاسماً لأجل تطوير قطاع التعليم العالي. هذا التحول يهدف إلى تحسين الوصول إلى المعلومات، تعزيز عملية التعلم الذاتي والمشاركة الفعالة للمتعلمين عبر الوسائط الرقمية المتنوعة. ولكن رغم الفوائد الواضحة التي يحملها هذا التحول، إلا أنه يواجه العديد من التحديات والمعوقات التي تحتاج لحلول مبتكرة.

**تحديات التحول الرقمي في التعليم العالي**

1. الوصول والإنترنت: أحد أكبر العقبات أمام التحول الرقمي هو عدم المساواة في الوصول إلى الإنترنت عريض النطاق. هذا يعنِ أن بعض الطلاب قد يتم استبعادهم بسبب محدودية امكانياتهم التقنية أو مواقعهم الجغرافية. الحل المقترح يتضمن زيادة البنية الأساسية للانترنت وخفض تكلفة الاتصال به.

1. ثقافة التدريس والتعلُّم: هناك حاجة لتغيير ثقافة التدريس التقليدية لتحقيق أفضل استفادة من الأدوات الرقمية. يُعتبر معظم أعضاء هيئة التدريس الحاليين غير مدربين على استخدام هذه الأنظمة الجديدة وهو أمر ضروري للتواصل الناجح مع جيل جديد من الطلاب الذين نشأوا وسط عالم رقمى متكامل.

1. تأمين البيانات الشخصية والأمان السيبراني: مع انتقال المزيد من العمليات الأكاديمية إلى المنصات الإلكترونية، تزداد المخاطر المتعلقة بالأمن السيبراني. الحاجة ملحة لوضع سياسات أكثر قوة لضمان سلامة بيانات الطلاب وأساتذة الجامعات.

1. تكامل النظام الموحد: إن دمج كل جزء من بنية الجامعة - مثل إدارة القبول والخدمات المالية وإدارة المواد الدراسية وغيرها – تحت نظام واحد رقمي موحد يعد تحدياً كبيراً. الهدف هنا يكمن في خلق بيئة تعلم ذات تجربة شاملة ومتكاملة.

1. القيمة العلمية للأبحاث والاستشهاد بها: إحدى المشكلات المحتملة تتعلق بتقييم البحث العلمي الذي ينشر على الإنترنت. هل ستظل نفس قواعد الاستشهاد والدليل العلمي قائمة؟ كيف يمكن ضمان صحة محتوى البحوث المنشورة رقميا؟

1. التكلفة الاقتصادية: أخيرا وليس آخرا، فإن الانتقال إلى البيئات التعليمية الرقمية قد يشكل عبئاً مالياً هائلا. سواء كانت شراء المعدات اللازمة, تدريب الموظفين, أم تصميم وتوفير الدعم لنظم البرمجيات الحديثة.

**آفاق المستقبل: الفرص والتوجهات الرئيسية**

رغم هذه التحديات الكبيرة، فإن فوائد التحول الرقمي واضحة للغاية. فالوصول بلا حدود إلى المكتبات الرقمية العالمية، القدرة على تقديم دورات تعليمية متنوعة ومخصصة لكل طالب بناءً على احتياجاته وقدراته الخاصة وغيرها الكثير مما تم ذكره سابقًا. بالإضافة لذلك، فإن اتجاه "التعلم مدى الحياة" يعني أنه حتى بعد انتهاء فترة دراسة الطالب الرسميّة, سيستمر الط