- صاحب المنشور: عفاف الهضيبي
ملخص النقاش:
مع تزايد الطلب على المياه حول العالم بسبب الزيادة السكانية والتوسع الحضري والنمو الاقتصادي، تواجه العديد من الدول تحديات كبيرة في تأمين مواردها المائية. هذه الأزمة ليست مجرد مشكلة مؤقتة بل هي قضية مستدامة تتطلب جهودا عاجلة ومتكاملة لمعالجتها. يتناول هذا المقال أهم جوانب أزمة المياه العالمية ويتطرق إلى الحلول المحتملة لتحقيق الاستدامة.
الجوانب الرئيسية لأزمة المياه العالمية:
1. ندرة المياه:
تواجه أكثر من مليار شخص حول العالم نقصًا حادًا في المياه العذبة الصالحة للشرب. وفقاً لتقرير الأمم المتحدة، فإن حوالي 40% من سكان العالم يعيشون في مناطق تعاني من شح المياه خلال جزء من العام. كما تشكل التغيرات المناخية مصدر قلق كبير حيث تؤدي إلى تقلبات غير متوقعة في كمية وهطول الأمطار، مما يزيد من تفاقم حالة ندرة المياه.
2. تلوث المياه:
تساهم الأنشطة البشرية المختلفة مثل التصنيع والصرف الصحي وغيرها في تلويث مصادر المياه الطبيعية. يؤثر ذلك بشدة على جودة المياه ويُضعف قدرتها على دعم الحياة النباتية والحيوانية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لمياه الشرب الملوثة أن تجلب أمراض خطيرة للإنسان، وهو أمر بالغ الخطورة خاصة في المناطق الفقيرة التي قد لا تتمتع بنظم صحية كافية لإدارة هذه المشاكل الصحية.
3. سوء إدارة الموارد المائية:
إن عدم توفر البنية التحتية اللازمة وإدارة موارد المياه بطريقة غير فعالة يعد عاملاً رئيسياً آخر يساهم في أزمة المياه العالميّة. غالبًا ما يتم هدر المياه نتيجة للتقنيات القديمة وعدم وجود نظام فعال لاستعادة واستخدام المياه المعاد تدويرها. أيضاً، في بعض المناطق ذات الثروات النفطية أو الغازية، يُستخدم الماء بغزارة بدون النظر إلى الآثار طويلة المدى لهذا الاستخدام المكثّف.
الحلول المقترحة للمستقبل المائي المستدام:
1. التحلية بكفاءة عالية:
يمكن استخدام تقنيات تحلية مياه البحر المتطورة حالياً لتحويل كميات هائلة من المياه المالحة إلى مياه potable باستخدام الطاقة النظيفة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وقد تم بالفعل تطبيق تلك التقنية في دول الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط. ولكن يبقى تحدي تكلفة التحلية أمام انتشار واسع لهذه التقنية عالميا.
2. إعادة التدوير والاستعمال:
إعادة تدوير المياه المستخدمة ضرورية للحفاظ على مخزون الأرض الحالي من المياه العذبة. سواء كانت المجاري المنزلية أو مياه الصرف الصناعي، بإمكان عمليات معالجة دقيقة جعل هذه المياه مناسبة للاستخدامات الأخرى مثل ري المحاصيل زراعة المحاصيل، وصناعة الأدوية، حتى إنشاء الحدائق العامة.
3. مشاركة المعلومات وتعاون الدول:
من الضروري تبادل المعرفة والخبرات بين مختلف البلدان فيما يتعلق بأفضل طرق استخراج المياه ومعالجتها. وهذا يشمل توفير الخدمات الفنية لدعم المجتمعات الضعيفة والمشاركة في تطوير السياسات الوطنية والإقليمية التي تضمن الحق الإنساني الأساسي في الحصول على كمية كافية ومجانية من المياه العذبة.
وفي نهاية المطاف، فإن تحقيق حل شامل وفعال لأزمة المياه العالمية لن يأتي إلا عبر نهج مجتمعي وتمكين الأفراد وجماعات المجتمعات المحلية والدول والشركات الخاصة والجهات الحكومية للتكاتف ولعب دور فاعل نحو خلق مستقبل مائي مستدام لكل البشرية.