في حالة الزوج الذي ضعُف واستمتع بملامسة زوجته خلال شهر رمضان الكريم رغم كونهم صائمين، وقد حدث هذا مرتين سابقًا وفي الفترة الأخيرة أيضًا؛ هناك عدة مسائل تحتاج لتوضيح وفق الشريعة الإسلامية:

أولًا، يلزم كلٍّ منهما -أي الزوج والزوجة- القضاء عن يوم الافطار الذي حصل نتيجة الاستمتاع الجنسي المنتهك لحرمة الصوم. وهذا يشمل أي شكل من اشكال المداعبة التي أدت إلى نزول المني سواء بإرادتهما او بلا إرادة منهم.

بالنسبة للتكفير، فهو واجب فقط عند حدوث الاتصال الجنسي المُطلق. أما مجرد اللعب والاستمتاع ببقية الجسد دون إيلاج فالخطأ هنا يقتصر على انتهاك حاجز الصوم وليس لديه حكم خاص متعلق بالتكفير. في حالتكما، نظرًا لاعادة وقوع نفس الحالة مرة أخرى، هنالك تكليفان ملزمان عليكم هما:

1. قضاء يوم الأفطار لمدة ثلاث أيام حسب ترتيب أيام السنة الهجرية التالية لرؤية هلال شهر شوال لهذا العام.

2. دفع غرامات قدرها "إطعام ستين فقيرًا". يمكن تنفيذ الجزء الأخير بشكل شخصي عبر تقديم طعام لكل فرد من هؤلاء الفقراء طالما تم التعامل المناسب والمباشر مع المستهدفين المحتاجين. بدلاً من ذلك، يجوز تعيين مؤسسة خيرية معتمدة لتحقيق هذا الغرض نيابةً عنك. ليس شرطًا نقل الأموال خارج البلاد لأجل تحقيق التقربات الروحية نحو الذات المقدسة؛ وإنما المهم الوصول للأهداف المرغوبة دون مخاطر قانونية محتملة ومتابعة شرعيات التدبير بعناية ودقة مناسبتين للحالة الاجتماعية الخاصة بكما.

بالانتقال لنقطتك الثالثة بشأن حملة النشاط البدني المكثفة والصلاة ذاتيًا بصوت عالٍ ("الصيام") والتي تستمر لفترة طويلة تمتد الى ثمانية أسابيع تقريبًا تبدء منذ أول سبتمبر وينتهي بمستهل نوفمبر (عيد الأضحى المبارك). هاتان الطريقتان -الصيام والإعطاء للفقراء- جائزتين وسواء اخترتاه سوياً فسوف يؤديان للغاية نفسها وهي رضا الرب جل جلاله وغفران ذنوبهما. ومع ذلك، بما انه يوجد لديكما القدرة المالية لاتمام الاعمال الصالحة مثل الصدقات والمساعدات المجتمعية المحلية وغيرها مما يساعد الاغنياء ويخفِّف عبء الحياة المعيشي عن الآخرين الفقراء الذين يحتاجون للمساعدة والدعم المؤقت والمعروف أيضاً بأنه أحد وسائل البركات الربانية التي تتاح للإنسان أثناء فترة حياته الدنيا وتمهد الطريق أمام قبول دعوات الحصول على المغفرة والسداد والحسنى الآخروية كذلك. لذلك، اذا اضطروا لزيادة عدد مرات تأجيل اتخاذ قرار الانفاق الاجتماعي لأنه أصبح الآن ضمن خانة الخيارات الأكثر منطقيًا بناء لما سبق عرضه وانتهاء حلقة واحدة من مراحل عملية اختيار أفضل طرق الرعاية الإنسانية المبنية على أساس الإنفاق والخيريّة عموما وفي حالات مشابهتهم خاصة جدًا!

ختاما، ادعى لهم دوام الصحة والعافية ولطف رب العالمين الرحيم بهم جميعا وأن يوفق بين اهتماماتهما الشخصية وطريق الحق طريق الحق الواحدة والوحيدة وهو طريق المصطفى محمد رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم وسلم وعلى صحبه ومن تلوا بهداه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين آمين يا رب العالمين!!!