في ظل شهر رمضان الكريم، حيث يكون الصيام جزءًا أساسيًّا من حياة المسلم، تسعى العديد من النساء حديثات الزواج لفهم الأحكام الدينية المتعلقة بالممارسات الحميمة خلال النهار. وقد طرحت إحدى السيدات سؤالاً شائعًا حول حالة حدث فيها إيلاج أحدهم دون وجود إنزال للمني، وكذلك شكوك بشأن نزول كميات صغيرة محتملة من السوائل عقب العملية. سنستعرض هنا الفتاوى ذات الصلة بتوضيح واضح بسيط لتلبية استفساراتها وغيرها ممن قد يتساءلون بنفس الطريقة.
وفقًا للإجماع الشرعي، فإن الإيلاج -حتى لو لم يتم فيه نزول المني- يعد جرّام كاملًا ومسببًا لكسر الصوم. وهذا يعني أنه يجب التعامل معه بصرامة بالنسبة لأحكام الصيام، بما يؤدي لهذه الحالة إلى الوقوع تحت التزام الكفارة. لذلك، ليس هناك مجال لتصنيف هذه الحالة ضمن ما يسمى بـ "الإيلاج بدون إنزال"، والذي تقرر بشكل عام أنها لا تلحق ضرراً بالصيام.
بالانتقال لقضية أخرى مثيرة للجدل وهي موضوع نزول المني خارج عملية الجماع نفسها، فقد تم الاتفاق العام على اعتبار هذا الأمر أيضًا مُخرجاً لصحة الصوم. وفي حين عبر بعض الفقهاء عن احتمال حدوث إجماع في هذا الجانب، إلا أنها مسالة محل نقاش بين العلماء المختلفين. ومع ذلك، تربطه أغلبية كبرى بالأعمال التي تؤدي بدورها إلى فساد الشهر المبارك.
أما فيما يتعلق بالنقطة الثالثة المتعلقة بالمداعبات الجنسية خلال ساعات الصيام، فنحن نشدد أولاً على أهمية الامتناع عنها قدر المستطاع تجنبًا للأفعال المحظورة والتي تتضمن خطر الخلوات والمباشرة المؤدية لنزول المعازيب. ونوصى بحسن استخدام عبارات تحذيرية لضمان منع مثل تلك المواقف المحتملة للتطور نحو التصرفات المنكرة دينياً قبل بلوغ مرحلة اللاعودة منها بسبب الاسترخاء الناجم عن همسات الشهوة. ومن الجدير ذكره هنا رأي المؤرخ أبي عبد الله محمد بن عبد البر صاحب كتاب "الاستذكار": 'ليس لدي علم برجال أجازواقبلة الصائم طالما كانوا مطمئنين تمام الاطمئنان تجاه وقوع أحداث تستثير شهواتهما'.
وفي النهاية، ورد لنا مثال عملي يحمل درس مهم للغاية حول مدى تأثير الجهل بمعرفة التفاصيل الدقيقة للعقوبات المرتبطة بمختلف القرارات الأخلاقية والدينية. فعندما ارتكب الرجل خطيئة الجماع بغروب الشمس رغم يقينه بعدم مشروعيتها وفق منظور شخصي مبسط، إلا أنه افتقد معرفته الكاملة لعقوبة هذا العمل الخطير مما جعله عرضة لغضب الرب عزوجل وعقاب البشر كذلك بسبب تخلف أداء مناسكه بطريقة مقبوله لدى الواهب الرحيم. ولذلك ندعو جميع المسلمين للحفاظ دوماًعلى درايتهم واسعة بكل جوانب التشريع لاتقاء رب العالمين والثبات فى مرضاته جل وعلى.