في شهر رمضان المبارك، تعد صلاة التراويح سنة مؤكدة، وقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالتزامها. ولكن، قد يكون هناك بعض اللبس حول عدد الركعات التي ينبغي لنا أدائها خلال هذه الليالي الفضيلة.
وفقاً للأحاديث النبوية الشريفة، فإن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن يقصر صلاته في رمضان أبداً عن ثلاث عشرة ركعة، وكان يضيف إليها رواتب قبل الإفطار وبعده. ومع ذلك، فهو أيضًا لم يحدد رقماً ثابتاً لعدد ركعات التراويح. هذا يعني أن الأمر متروك لكل فرد حسب قدرته وطاقته.
بعض الفقهاء يشيرون إلى أن عدد الركعات يمكن أن يتراوح بين ثلاثة وعشرين إلى أربعين أو حتى أكثر. أما الأكثر انتشاراً هو ما قام به الصحابة في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب حيث كانوا يؤدون العشرين ركعة، وذلك بسبب مخاوف بشأن طول مدة الصلاة والتي ربما أثقلت كواهلهم. وهذه طريقة وسط بين تسعة ركعات وتسع عشرة كانت تؤدى في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبين الأربعين التي اعتبرها البعض مناسبة أكثر.
وفي النهاية، القرار يعود إليك بناءً على حالتك الصحية والتكاليف الشخصية الأخرى لك وللآخرين الذين تصلي معهم. المفتاح الرئيسي هنا ليس فقط في القيام بصلاة التراويح ولكن أيضاً في تحقيق "الطمأنينة" أثناء الصلاة وعدم التفريط في الجودة مقابل الكمية.
إذا كنت تشعر بالقدرة على زيادة عدد الركعات خاصة خلال العشرة الأخيرة من الشهر الكريم، يمكنك تقسيم وقت الصلاة: جزء للترويح وجزء لتجهيز نفسك للتهجد الذي يتم عادة في الجزء الأخير من الليل.
الشيء الوحيد الذي يجب تجنبّه هو اجتماع الناس خارج المسجد للدعاء بعد ختم القرآن أثناء صلاة التراويح، سواء داخل صلاة التراويح نفسها أو خارجه. لأن هذا الأمر ليس مستنداً إلى أي دليل شرعي معروف لدى السلف الصالح.