كنت جالسًا إلى الرّافعيّ في القهوة، نتحدّث في شأنٍ مَّا، وساقنا الحديث مساقه إلى بعض شؤون العيد، ولم يكن بيننا وبين عيد الفطر إلَّا أيَّام، وقال الرّافعيّ: "وأنا لو ارتدَّ إليّ السّمعُ لن يطربني شيءٌ من النّشيد ما كان يُطربني في صدر أيَّامي نشيد النّاس في المساجد صبيحة يوم العيد:
الله أكبر الله أكبر! يعجُّ بها المسجد، ويضجّ النّاس... ليت شعري هل يسمع النّاس هذا التّكبير إلّا كما يسمعون الكلام؟ الله أكبر! أمَّا إنَّه لو عقل معناها كلُّ من قالها أو سمع بها لاستقامت الحياة على وجهها ولم يضلَّ أحدٌ!".
محمّد سعيد العريان
أصيب الرّافعيّ بداء الصّمم وهو في طراءة الصّبا، ثمّ عاش أصمّ طوال حياته، وقد سلك طرائق كثيرة في الاستشفاء والدعاء حتى يُعافى مما ألمَّ به، وكان رجاؤه في ذلك كبيرا؛ ولذلك قال: (وأنا لو ارتدَّ إليّ السّمعُ). رحمه الله.