الحمد لله، لا يجوز لغير المؤهل لعمل الطبيب أو الصيدلي أن يزاول هذه المهنة؛ لما في ذلك من خطر وإضرار بالمرضى، ولما فيه من مخالفة اللوائح التي تنظم العمل في هذه المهن. إن ممارسة الطب أو الصيدلة بدون دراسة ودراية يعتبر تعريضًا لحياة الناس للخطر والموت، وهو ما نهانا عنه الشرع الحنيف.
يقول الله تعالى في سورة المائدة: "ومن قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا". هذا يعني أن من يسبب موت شخص بغير حق، كأنما قتل جميع الناس. وفي سورة المائدة أيضا: "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض". هؤلاء هم الذين يريدون الفساد عن قصد ونية، ويسعون به في الأرض لخرابها ودمارها.
أما الذين يمارسون الطب والصيدلة بدون مؤهلات، فهم يقعون في الفساد في الأرض، لكنهم ليسوا من صنف البغاة والمفسدين في الأرض الذين ذكرتهم الآية. إنهم يسببون ضررا للمرضى بسبب جهلهم وعدم درايتهم، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة أو حتى الموت.
لذلك، يجب على هؤلاء الجهال وأمثالهم أن يتوقفوا عن ممارسة هذه المهنة الخطيرة، وأن يتعلموا العلم الصحيح والمهارات اللازمة قبل تقديم أي علاج للمرضى. إن سلامة حياة الناس هي أولوية قصوى في الإسلام، ولا يجوز التلاعب بها أو تعريضها للخطر بسبب الجهل أو الرغبة في الربح المادي.