في هذا الحديث الشريف الذي رواه أبو داود والترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتم التأكيد على مكانة القارئ للقرآن العظيم في الآخرة. حيث يقول النبي الكريم: "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإن منزلته عند آخر آية كنت تقرأها." وهذا يدل على أهمية حفظ وتجويد القرآن وتلاوته بشكل صحيح خلال الحياة الدنيوية، لأن جزاء ذلك سيكون مثل تلك التلاوة المباركة في الجنة.
ومع ذلك، يجب توضيح أن قيمة المرء أمام الله ليست مرتبطة فقط بحفظ القرآن أو عدمه، فهناك أعمال أخرى لها ثمار عظيمة أيضاً. فقد ورد في حديث آخر عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة".
وبالتالي، بينما يكون قارئ القرآن وساماً عظيماً لمن حصل عليه، إلا أن الأعمال الصالحة الأخرى لها مكانتها الخاصة وفوائدها الروحية التي تعد بها السماء. كل عمل صالح يؤدي بنا نحو رضا رب العالمين ومحبته ونيل رضوانه سبحانه وتعالى. إن فهمنا لهذه التعاليم النبوية يساعدنا على تقدير قيمة جميع الطاعات والتقرب منها بإخلاص وثبات.