الحمد لله، نسأل الله أن يهدي تلك الفتاة إلى الإسلام ويشرح صدرها للإيمان. أولاً، يجب أن تعلمي أن دخول الإسلام ليس بالأمر الصعب، فما عليك إلا أن تنطقين بالشهادتين: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله". بمجرد أن تقولي ذلك، ستكونين مسلمة، ولها ما للمسلمين وعليها ما عليهم.
ومع ذلك، يجب أن تعلمي أن الإسلام يتطلب منك أداء جميع الواجبات الشرعية، بما في ذلك الصلاة والحجاب وأكل الحلال. إذا كنت تعيشين مع أسرة نصرانية تأكل لحم الخنزير، فمن الواجب عليك تجنب أكل لحم الخنزير، حتى لو كنت تأكلين معهم سرا.
إذا كنت تخافين من أذى أو ضرر بسبب إظهار إسلامك، ففي هذه الحالة يجوز لك كتم إسلامك مؤقتًا. يمكنك أداء ما تستطيعين من الواجبات الشرعية، مثل الصلاة والحجاب، وتجنب ما تستطيعين من المحرمات، مثل أكل لحم الخنزير. أما ما عجزت عنه، فهو في محل العفو من الرحمن الرحيم.
بالنسبة للصلاة، إذا لم تستطيعي أداء كل صلاة في وقتها، فلك أن تجمعي بين الصلاتين: تصلي الظهر والعصر معًا والمغرب والعشاء معًا، وتصلي الصبح في وقتها منفردة. إذا عجزت عن ذلك، صلي ما استطعت من الصلوات في وقتها، والباقي تصليها عند قدرتك على صلاته، حتى ولو كان وقتها قد خرج.
بالنسبة للحجاب، إذا عجزت عنه الفتاة، اجتهدي في لبس أقرب الملابس إليه مما لا تخافين معه أذى، وتستري ما تستطيعين ستره من بدنك وشعرك. أما بالنسبة لأكل لحم الخنزير، اجتهدي في تركه بحسب قدرتك، تأكلي غيره أو توهميهم بأنك لا تشتهينه أو نحو ذلك من الأعذار التي يمكن أن تكون مقبولة.
أخيرًا، استعيني بالله جل جلاله أن يثبتك على دينه ويصرف عنك الفتن ما ظهر منها وما بطن. والله أعلم.