في عالم اليوم المتسارع، أصبح البحث عن رفاهية صحية شاملة مسعى مشتركاً. بينما نولي عادة اهتمامنا للجانب البدني من صحتنا، غالباً ما يتم إغفال الصلة الوثيقة بين تغذيتنا وصحّتنا العقليَّة والنفسية. تشير الدراسات والأبحاث الحديثة بشكل واضح إلى وجود علاقة تكافلية هادفة بين النظام الغذائي والصحة الذهنية.
تُظهر العديد من الحالات أن الاختيارات الغذاء ذات النوعية المرتفع والتي تتضمن مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن يمكن أن تساهم بشكل كبير في تحسين الحالة النفسية العامة. على سبيل المثال، الأحماض الدهنية أوميغا 3 الموجودة بكثافة في الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين تلعب دوراً رئيسياً في تقليل أعراض الاكتئاب وتحسين التركيز والإنتاجية. بالإضافة لذلك، فإن البروتينات التي تحتوي عليها الفواكه والخضروات الغنية بالألياف تعمل كمحسن طبيعي للمزاج وذلك بسبب احتوائها على سلائف التربتوفان - وهو حمض أميني ضروري لإنتاج السيروتونين (الهورمون المسؤول عن الشعور بالسعادة).
على الجانب السلبي، هناك بعض العناصر الغذائية التي قد تزيد من خطر سوء الصحّة النفسي إذا تم استهلاكها بكميات كبيرة. السكريات والدهون المتحولة غير الصحية مثلاً ترتبط ارتباطا مباشرا بحالة مزاج سيئة واضطرابات النوم وتراجع القدرة المعرفية. أيضاً، الإفراط في تناول القهوة والكافيين الأخرى قد يسبب حالة مستمرة من زيادة الطاقة وعدم الاستقرار مما يؤثر بدوره سلبيًا على السلام الداخلي والعقلانية.
وفي تناغم مع هذه النقاط، يجب التشديد على مدى أهمية الاعتدال في كل شيء عند التعاطي مع الطعام. إن اتباع نظام غذائي متوازن ومتنوع يساعد الجسم والدماغ سواء كان صغير أو كبير السن للحفاظ على أعلى مستوى من الأداء الصحي العام بما فيه النظرة الثاقبة للأحوال الروحية والمزاجية. ولذلك فإنه ليس مجرد الحديث هنا حول "الطعام"، ولكنه حوار جدير بالالتفات إليه حول كيفية جعل حياة الشخص الكاملة أكثر توافقاً مع سعيه لتحقيق سلام داخلي أكبر وصحة عقليه افضل عبر وسائل بسيطة لا تتطلب الكثير من الوقت او المال لكن نتائجها تحدث فرقاً عميقاً داخل وخارج أجسامنا ومحيطنا الخارجي أيضًا!
باختصار، بات واضحًا أنه عندما يكون لدينا فهم عميق للعلاقات الدقيقة بين جسم الإنسان وعقله وما يقدم له من طعام، نقدر حينئذٍ حق قدر تلك الرابطة الخفية ولكنها قوية جدًا، والتي تحقق لنا رفاهية نفسية وجسدية مرضية لكل ذاته البشرية الشاملة بلا أي نقص فيها بإذن الله تعالى سبحانه وتعالى الذي رزقنا نعمة الحياة وأعطانا نعمته الكبيرة الوافرة فوق كل تقدير وسعة رحمه واسعة الآفاق.