لا يجوز تغيير نية صيام التطوع الذي فُرغ منه ليصبح قضاء عن أيام رمضان التي أفطرتيها؛ لأن صيام القضاء يشترط فيه تعيينه بالنية المبيتة قبل طلوع الفجر الصادق، ولا يجزئك تغيير النية. صيامك للتطوع لا يمكن اعتباره قضاءً عن أيام رمضان التي أفطرتيها.
وفقًا للفقهاء، لا يصح صوم رمضان ولا القضاء ولا الكفارة ولا صوم فدية الحج وغيرها من الصوم الواجب بنية من النهار، بلا خلاف. كما أن تغيير النية بعد الفراغ من العبادة لا يؤثر فيها. لذلك، ما وقع صيامه بنية التطوع لا يجزيء عن صوم القضاء.
إذا بدأت صوم النافلة ثم بدا لك أن تقلبه أثناء النهار إلى القضاء، فإنك بذلك قد صمت بعض اليوم الواجب تطوعًا، فلا يجزئك عن صوم الفرض. الأعمال بالنيات، وقد صمت بعض اليوم بنية التطوع. بالإضافة إلى ذلك، تغيير النية من صيام مطلق إلى صيام معين لا يصح.
في الختام، لا يصح صيام النفل لمن عليها قضاء صيام رمضان، ولكن القول الراجح هو أن من شاء أن يتطوع وعليه صوم واجب: قضاء رمضان أو نحوه، صح صومه ما دام قد بقي أمامه من الوقت ما يسع قضاء ما عليه قبل دخول رمضان الثاني. ولكن صيام الستة الأيام من شوال هي التي يمنع منها قبل قضاء ما تبقى من رمضان.
والله أعلم.
