لا يوجد دليل شرعي واضح على ضرورة شرب الماء جالسًا وفي اتجاه القبلة. يجوز للإنسان أن يشرب قائمًا أو جالسًا، والشرب حال الجلوس أفضل. هذا ما أكدته فتاوى اللجنة الدائمة (22/133)، حيث قالوا: "الأصل أن يشرب الإنسان قاعدا وهو الأفضل، وله أن يشرب قائماً، وقد فعل النبي صلى الله عليه وسلم الأمرين؛ للدلالة على أن الأمر في ذلك واسع".
أما بالنسبة لاستقبال القبلة أثناء الشرب، فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث في هذا الشأن. ومع ذلك، استحب بعض الفقهاء استقبال القبلة عند شرب ماء زمزم، مستندين إلى حديث ضعيف رواه ابن ماجه (3061) عن ابن عباس رضي الله عنهما. ومع ذلك، فإن هذا الحديث ضعيف، كما ذكر الشيخ الألباني رحمه الله في "ضعيف سنن ابن ماجه". وبالتالي، فإن القول الراجح هو أنه لا يستحب استقبال القبلة أثناء الشرب، سواء كان ذلك ماء زمزم أو غيره.
يؤكد الشيخ ابن عثيمين رحمه الله على عدم وجود دليل على استقبال القبلة أثناء الشرب، حيث يقول: "قال بعضهم: ويستقبل القبلة، ولكن هذا ضعيف؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم شرب من زمزم ولم يرد عنه أنه استقبل القبلة".
في النهاية، يمكن للإنسان أن يشرب الماء جالسًا أو قائمًا دون الحاجة إلى استقبال القبلة، مع مراعاة أن الشرب جالسًا هو الأفضل.