- صاحب المنشور: علاوي المقراني
ملخص النقاش:في عصرنا الحديث، أصبح للتكنولوجيا دور محوري في حياتنا اليومية ولا يمكن إنكار تأثيرها الكبير. ولكن مع هذا التأثير الإيجابي الواضح، ينشأ تساؤل مهم حول كيفية تحقيق التوازن بين استخدام التكنولوجيا والمحافظة على القيم والثقافة الإسلامية الأصيلة. الإسلام دين شامل يغطي جميع جوانب الحياة، بما في ذلك العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا.
من جهة، توفر التكنولوجيا فرصاً لا حصر لها للتعلم والتواصل وتعزيز الفهم العالمي للقضايا المختلفة. الإنترنت مثلاً يعد مصدرًا غنيًا بالمعرفة حيث يتاح للأفراد الوصول إلى معلومات متنوعة عبر مختلف المجالات العلمية والدينية وغيرها. كما أنها تشجع على تبادل الأفكار وتسهل التواصل بين الناس حتى لو كانوا بعيدين جغرافياً، وهذا يعزز الشعور بالإخاء الإنساني الذي يدعو إليه الدين الحنيف.
كيف نحافظ على قيمنا وأخلاقياتنا؟
لكن الجانب السلبي لهذه الثورة الرقمية يُظهر نفسه أيضاً، فقد تسبب الانغماس الزائد في عالم الشبكات الاجتماعية وصفحات المحتوى الترفيهي في تناقص الوقت المتوفر للعائلة والمجتمع المحلي، مما قد يؤدي إلى تآكل الروابط المجتمعية التقليدية. بالإضافة إلى انتشار محتوى غير لائق يخالف تعاليم الإسلام ويضر بالأخلاق العامة عندما يتم استخدامه بلا رقابة مناسبة.
لتحقيق توازن صحي ونبيل بين الاستفادة القصوى من التطورات التكنولوجية واحترام الهوية الدينية والثقافية للإنسان المسلم، فإن الأمر يتطلب اتباع مجموعة من الخطوات الذكية والتي تشمل:
1. اختيار المحتوى بحكمة
- البحث عن مواقع ومحتويات ذات مضمون ديني وثقافي مفيد.
2. وضع حدود زمنية للاستخدام الإلكتروني
- تقليل وقت الشاشة لصالح الأنشطة الأخرى كالصلاة والصلاة الجماعية والقراءة الأدبية والأعمال المنزلية وغيرها.
3. التعليم والإرشاد المستمر
- تنمية الوعي بأهمية احترام الحدود الأخلاقية أثناء التعامل مع وسائل الاتصال الحديثة.
إن الطريق نحو استخدام تكنولوجيتنا بطريقة تتوافق مع أخلاقنا وقيمنا هو طريق مستدام وإبداعي يستحق الجهد والسعي لتحقيقه. فالمسلم الحق يسعى دائماً لتكون تقنياته مدعاة لإعمار الأرض وطاعة الله عز وجل وليس سبباً في الضياع وهجر تلك القيم التي تجد جذورها عميقة داخل قلوب المسلمين منذ القدم.