إن التوفيق بين الإيمان الخالص والاستقامة في الدين يجلب الكثير من الفوائد والثمار المباركة، وفقاً لما جاء في القرآن الكريم. يقول الله تعالى في سورة النحل: "ومن يعمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة". هذا الوعد الرباني يشمل كل مسلم ملتزم بتعاليم الإسلام ويتبع سنة رسوله محمد ﷺ.
الحياة المليئة بالنعم والراحة هي إحدى مكافآت المؤمن المستقيم. يمكن أن تعني رزقًا حلًا وطيبًا، كما فسّر بعض الصحابة مثل ابن عباس وعلي بن أبي طالب. بالإضافة إلى ذلك، قد يشمل ذلك الشعور بالقناعة والسعادة، وهي نعم كبيرة يستحقها المسلم المنتظم في طاعة ربّه.
وفي سورة غافر، يؤكد القرآن الكريم أن عبادة الله بالإخلاص والشكر تؤدي إلى دخول الجنة والفوز بالحسنات غير المنقطعة. وهذه المكافأة الأسمى تأتي لمن يبذل جهودًا صادقة نحو الحياة الأخرى مع إيمان ثابت بأن جزاء الشكر يكون مشكورًا.
كما توفر الاستقامة والأعمال الصالحة للأرواح راحة من خوف الظلم والاضطهاد، مما يعزز سلامة القلب والسكينة الروحية. علاوة على ذلك، تضمن الأعمال التقية للمؤمن تجنب محن الحياة ومفاجآتها؛ فهو محمي من مصائب القبر وحساب يوم القيامة المشوق. وبالتالي، فإن الباب للجنة مفتوح أمام هؤلاء الأشخاص الذين عاشوا حياتهم بشكل نزيه ومتدين تمامًا.
وتذكرنا آيات أخرى من القرآن الكريم بفخر خاص لهذه الطبقة المثالية من المسلمين؛ حيث تنزل عليهم الملائكة لتحفزهم وتطمئنهم بأنه سيكون لهم مكان دائم في جنات النعيم التي وعد بها رسول الإنسانية محمد ﷺ. وهذا الترحيب المبجل بالمؤمنين المقيمين يأتي برفقة سلطان قادر وغفور رحيم جدًا لعباده المخلصين.
فلنجدد تصميمنا على اتباع خطوات النبي الأمين ونسعى لنيل تلك المكافآت العظيمة التي تعد بها كتاب رب العالمين لكل عبد صادق صادق الإيمان متمسك بدين الحق مهما كانت العقبات.