يتردد اعتقاد خاطئ لدى البعض حول كون زواج أو خطوبة شخص ما خلال شهر محرم أمر مكروه. ومع ذلك، بناءً على الأدلة الشرعية والدراسات التاريخية، فإن هذه الفكرة ليست صحيحة. فالزواج في شهر محرم ليس فقط مباحاً، بل وقد يكون موضع البركة والفائدة أيضاً.
الأصل في حكم الزواج هو الإباحة، حسب القواعد القانونية التي تعلمتها الأجيال المتعددة من المسلمين. لم يكن هناك أي دليل متاح - سواء من القرآن الكريم، أو الحديث النبوي، أو الاتفاق العام للأمة الإسلامية عبر القرون المختلفة - يحظر الزواج في شهر محرم. بالتالي، يبقى الزواج في هذا الشهر بابياً وفقا للقانون الطبيعي للشريعة الإسلامية.
بالإضافة إلى ذلك، يوجد إجماع ضمني بين علماء الدين منذ القدم فيما يتعلق بجواز الزواج أثناء شهر محرم. لقد ظل الاستثناء الوحيد لهذا الاعتقاد منتشر بشكل رئيسي وسط بعض الأفراد الذين اعترضوا بلا سبب واضح استناداً إلى ما حدث لابن الحسين في الماضي. لكن يجب التذكير هنا بأنه رغم فداحة المصائب المرتبطة بشخصيات تاريخية بارزة، إلا أنها لا تدعم تشريع تحريم الزيجات الجديدة تحت ظلال تلك المواقف المحزنة.
وفي الواقع، يشكل شهر محرم واحداً من الأشهر المقدسة التي خصصها الله عز وجل. وقد أثبت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أهميته عندما قال "أفضل الصوم بعد رمضان هو صيام شهر الله المحرم". وبالتالي، بدلاً من تجنب أو تكدر مراسم الافراح والحفلات بسبب ارتباطه بمأساة سابقة، ربما يمكن النظر إلى هذا الشهر باعتباره وقت مناسب للحصول على المزيد من الرحمة الإلهية عبر المشاركة في العبادات مثل الصيام والاستغفار ونوايا الخير الأخرى.
وقد تم التأكد من عدم وجود مانع قانوني ضد الزواج في شهر محرم عند الرجوع للتاريخ المبكر للإسلام نفسه. بعض المؤرخين يقترحون أن زفاف الأميرة فاطمة بنت الرسول الكريم كانت قد أقيمت بالفعل في مطلع السنة الهجرية الثالثة. وعلى الرغم من الاختلافات المحتملة بشأن توقيتها الدقيق، الأمر الواضح هو عدم وجود انتقاد رسمي بهذا الشأن مما يعني قبوله المجتمعي لهذه الظاهرة.
ومن الضروري التنبيه أيضًا إلى أن بعض الدراسات الاجتماعية تصف كيف أصبح تقليد تعيين أيام حداد طويلة مرتبط ببعض المناسبات المؤسفة مع مرور الوقت كجزء من موروث ثقافي أكثر منه عقيدة دينيه أصيلة. وهو نهج جديد نسبياً يعود جذوره للمؤسس الصفوي شاه اسماعيل الثاني عشر هجريًا بهدف نشر التشيع داخل إيران الحديثة آنذاك. وبذلك، يبدو الانفتاح على الافراح والمسرات جنبا الى جنب مع التأملات الشخصية والتجارب الدينيه العامة خياراً صحياً ومتماشياً مع روح التشريع الاسلامي. لذلك، إن مجرد اختيار الإنسان لإقامة زواج او مهرجان سعيد ضمن هذا الموسم المبارك يعد عملا محمودا ومقبولا أمام الرب جل جلاله.