• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  

  يشهد العالم حالياً توتراً متزايداً بين القوتين العظيمتين، الولايات المتحدة الأمريكية والصين. هذا التوتر ليس جديداً ولكنه يتخذ منحى أكثر حدة خلال السنوات الأخيرة. يتمثل أحد المحاور الرئيسية لهذا الصراع غير المعلن في المنافسة الاقتصادية والتكنولوجية، حيث تسعى كل دولة لتأكيد قوتها العالمية. بالإضافة إلى ذلك، هناك خلافات حول القضايا الإقليمية مثل الوضع في بحر الصين الجنوبي والشرق الأوسط.

من الناحية الاقتصادية، تعتبر الصين الآن ثاني أقوى اقتصاد عالمياً بعد الولايات المتحدة، مما يجعلها منافساً رئيسياً لها. وقد أدت هذه المنافسة التجارية الحادة إلى فرض عقوبات جمركية متبادلة وغيرها من التدابير التجارية المقيدة. كما تتورط الدولتان أيضاً في سباق تكنولوجي، خاصة فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي والأشباه الموصلة والحوسبة الكمومية.

القضايا الإقليمية والدولية

فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، تعد سيطرة الصين المتنامية على بحر الصين الجنوبي مصدر قلق كبير للولايات المتحدة وحلفائها الآسيويين. تطالب بكين بأغلبية مساحة البحر التي تدعي العديد من دول المنطقة حقوقًا عليها أيضًا، وهو الأمر الذي أدى إلى توتر العلاقات مع تايوان وفيتنام وماليزيا والفلبين وبورما. ومن جانب آخر، فإن الدور المتزايد للصين في الشرق الأوسط -خاصة دعم إيران سياسياً واقتصادياً- يشكل تحدياً مباشراً لمصالح واشنطن في المنطقة.

الخيارات الاستراتيجية

بالنظر للمستقبل، يمكن القول إن خيار الحرب الكاملة يبدو بعيد المنال لكلا البلدين؛ فالاقتصاد العالمي رهن بتوقيعاتهما، والعواقب قد تكون كارثية لكل منهما. لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد خطر من التصعيد المفاجئ أو غير المقصود. لذلك، تحتاج الدولتان إلى بذل جهود دبلوماسية مكثفة لضبط التوترات وإيجاد طرق للتواصل الفعال وتجنب سوء الفهم. ويجب عليهما العمل نحو بناء نظام دولي عادل وشامل يعكس قوة وقيمة كليهما كأعضاء فاعلين فيه.

هذه المشكلة المعقدة تستدعي بحوثا مستفيضة ومناقشات عميقة لحل جذوره وآثارها المحتملة على الأمن والاستقرار العالميين.