الحكم الشرعي واضح بشأن صلاة المسلم في غرفة قد تحتوي على جهاز تلفزيون، حيث يكره الدين الإسلامي شديدًا المفاهيم التي تزعج المصلي وتشتته أثناء تأديته لعبادته. حتى وإن كانت أصوات التلفزيون منخفضة ولم تكن تعرض محتوى مثيرًا للاشمئزاز حسب الأعراف الاجتماعية اليوم، فإن وجود هذه الأجهزة يمكن أن يكون مصدر تشتيت كبير لصلاة الفرد.
وقد ورد العديد من الأدلة الدالة على أهمية تجنب كل ما يؤثر على تركيز المصلّي خلال أدائه لصلاة، مما يعكس حرص الإسلام العميق على جعل عبادة المؤمن هادفة ومخلصة تمامًا لله عز وجل. جاءت سنة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- لتوضيح هذا الأمر عندما نهانا عن الصلاة خلف متحدث ونائم؛ لأن الكلام والنوم كلاهما عوامل مؤدية للتشتت والافتتان بعيدا عمّا يجب التركيز فيه وهو وقوف أمام الرب الكريم. لذلك فهو أمر مستحب اجتنابه قدر المستطاع.
ومن جهة أخرى، يحذر علماء الحديث والفقه المسلمين أيضًا من احتمالية تغيير المحتوى الذي يتم عرضه عبر تلك الشاشات بشكل غير متوقع وبسرعة فائقة; وهذا الاحتمال يزيد وطأة التحريم لما له تأثير سلبي محقق وشديد الوقع. لذا فالبديل الواجب اتخاذه هو اختيار أماكن مستقرة وخالية مطلقًا مما قد يسرف النظر عنه ويتسبب بانقطاع الوصال مع الخالق سبحانه وتعالى.
ختاماً، ينصح الفقهاء الجميع باتباع منهج رسول الإنسانية الأخير؛ بتجنب أي مصاحبة لشخصيات تشجع ارتكاب المحرمات وارتداء ملابس خلاعة وغير مناسبة اجتماعية ودينية وفاسدة أخلاقياً أيضاً, إذ يعد التعرض لمثل هاته المشاعر والأفعال السبب الرئيس لكل أشكال الانحلال وسلوكية المنحرفة لدى الأطفال والكبارalike. فلنحفظ ديننا وصلواتنا نقية نقية بإذن رب العالمين!