بالطبع، التعرض للأذى من جانب أفراد العائلة ليس بالأمر الهين. ولكن الإسلام لم يغفل عن هذه القضايا الإنسانية الحرجة. في حالتك الخاصة، حيث تواجهين إساءة ومشاكل مستمرة أثناء زيارتك لعائلتك، يمكن النظر في عدة جوانب وفقًا للشريعة الإسلامية.
أولاً، يجب التأكيد على أهمية بر الوالدين بالإحسان إليهما، حتى لو كانا غير صالحين دينياً. هذا يُقصد به تقديم المعروف لهما ورد السلام عليهم وعدم إيذائهما، بغض النظر عن تصرفاتهما تجاهك. كما ذكر القرآن الكريم: "وعزَّتك لا أشرك بك شيئًا".
ومع ذلك، عندما تتسبب الزيارات المستمرة بتجدد المشكلات والأذى الذي يؤثر بشكل سلبي كبير على حياتك اليومية - مثل التوترات الزوجية أو الضغط النفسي الشديد - فقد يكون لديك الحق القانوني الأخلاقي في الحد من التواصل الفعلي مؤقتًا. ليس فقط لأن حفظ النفس مهم أيضًا، ولكنه أيضاً يعود بالنفع العام بإمكانية تحسين العلاقات مستقبلاً عند استقرار الحالة.
إذا انتقلت للعيش بعيداً عن بيت العائلة أو اختارت طريقة أخرى أقل تعرضا للأذى، كالرسائل الإلكترونية بدلاً من المقابلات الشخصية، فإن ذلك جائز تماماً حتى يتم تخفيف التوتر الحالي.
لكن يبقى الدعاء والتواصل الروحي مفتوحين دائماً. ادعي الله باستمرار لتحقيق الخير لهم جميعاً وأن يصلح حالكم ويعوضكم خيرا إن شاء الله. أخيرًا، نوصيك بالموازنة الدقيقة بين حقوق الأمومة ودورك كزوجة لتحديد أفضل مسار للعمل بناءً على ظروفك الفردية.