- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي الذي يتميز بالتقدم التكنولوجي المتسارع، باتت الأجهزة الذكية والأدوات الرقمية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. هذه الثورة الرقمية لم تتجاهل قطاع التعليم؛ بل إنها أحدثت تغيرات كبيرة فيه. من خلال دمج التقنيات الحديثة، يمكن تعزيز العملية التعليمية وتوفير فرص جديدة للطلاب للمشاركة والتفاعل مع المحتوى الأكاديمي بطرق مبتكرة ومثيرة أكثر جاذبية بكثير مقارنة بالطرق التقليدية.
في البداية، يوفر استخدام الوسائط المتعددة مثل الفيديوهات والصوتيات والرسومات البيانية فرصة فريدة لتقديم المعلومات بطريقة ديناميكية وجاذبة. على سبيل المثال، يمكن لدرس التاريخ العلمي أن يصبح أكثر حيوية باستخدام محاكاة ثلاثية الأبعاد للأحداث القديمة أو تطبيقات الواقع المعزز التي تسمح للطلاب برؤية الماضي كما لو كانوا يعيشونه. وبالمثل، قد يستفيد الطلاب الذين يواجهون صعوبات في القراءة والاستيعاب عندما يُقدم لهم نفس المحتوى بأكثر من شكل - كالنصوص والفيديو والموشن جرافيكس.
كما توفر التقنية أيضًا أدوات قوية لتحليل البيانات الشخصية لكل طالب. تستطيع البرمجيات التحليلية رصد تقدم كل فرد داخل الفصل الدراسي، مما يساعد المعلمين على تحديد نقاط الضعف لدى بعض الطلبة واتخاذ خطوات فعالة لمساعدتهم في اللحاق بباقي زملائهم. هذا النوع من الدعم الشخصي يحسن نتائج الاختبار بشكل ملحوظ ويقلل الشعور بالعجز والخجل بين هؤلاء الأطفال الذين ربما سيجدون بأنفسهم خارج دائرة اهتمام معلميهم إن لم تكن هناك أدوات تقنية مساعدة.
بالإضافة إلى ذلك، تمهد المنصات الرقمية الطريق أمام التعليم غير الرسمي وغير المقيد بالمكان والزمان. سواء كان الأمر متعلقا بتعلم اللغة الإنجليزية عبر الإنترنت أو حضور ندوة جامعية عالمية مباشرة عبر بث حي، فإن العالم أصبح الآن مفتوحا تماما أمام الجميع بغض النظر عن موقعهم الجغرافي أو حالتهم الاقتصادية. وهذا يعني أنه بمجرد الوصول إلى جهاز ذكي واتصال إنترنت مستقر، يمكن لأي شخص الحصول على مجموعة واسعة من الخبرات والمعرفة العالمية.
غير أن هذه الفوائد ليست بدون تحديات. فمن الضروري التأكد من استعمال التقنية بشكل صحيح وإيجاد توازن بين التجارب التقليدية والعصرية. كذلك، ينبغي تطوير سياسات واضحة بشأن الاستخدام المحسوب للتكنولوجيا في المدارس لحماية حقوق الطالب وضمان سلامته النفسية والجسدية أثناء جلوسه لساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر مثلاً. وأخيرا وليس آخراً، يعد تأهيل المعلمين حول كيفية دمجه للتكنولوجيا ضمن منهجاته أمر ضروري للغاية لإنجاح أي جهود نحو تحقيق اقتصاد معرفي قائم أساساً على قدرة الأفراد على حل المشكلات العصرية وتعاطيه مع المستقبل بعيون ناظرة.