- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
في عالم اليوم المتسارع والتغييرات الرقمية المستمرة، أصبح موضوع دور الذكاء الاصطناعي (AI) في مختلف القطاعات موضع نقاش عميق. أحد هذه القطاعات هو مجال الأدب والكتابة حيث يطرح السؤال الكبير: هل يمكن للذكاء الاصطناعي حقاً أن يحل محل الكتاب البشر؟ هذا الموضوع ليس مجرد نظرية فحسب؛ فالأدوات مثل GPT-3 - وهي نموذج لغة كبير تم تطويره بواسطة OpenAI - قد أثبتت قدرتها على توليد نصوص تظهر مستوى عالٍ من التعقيد اللغوي والفهم العاطفي.
على الرغم من القدرات الاستثنائية لهذه الأنظمة, إلا أنها تعاني من نقاط ضعف واضحة. الذكاء الاصطناعي غير قادر حالياً على تقديم القيمة الفكرية والمعنوية التي يساهم بها الإنسان المؤهل في كتابة الروايات والأعمال الادبية الأخرى. العنصر الإنساني الذي يتجاوز البيانات والإحصائيات يشمل الأفكار الأصلية والعواطف والملاحظات الشخصية. حتى مع تقدم التقنية, تحتاج القصص الحقيقية إلى بصمة بشرية لإضفاء العمق والحقيقة عليها.
بالإضافة لذلك, هناك قضية مهمة تتعلق بالابتكار الإبداعي. بينما يستطيع الذكاء الاصطناعي إنتاج محتوى جديد بناءً على بيانات مدربة عليه, إلا أنه غالباً ما يكون نسخة محسنة مما سبق وليس مبتكرًا تمامًا. بالنسبة لأعمال الفن والثقافة المرتبطة بالأدب, يعد الابتكار حاسماً. إن القدرة على خلق أفكار جديدة ومفاهيم فريدة هي جزء لا يتجزأ من العملية الإبداعية والتي ليست متاحة حاليًا للتكنولوجيا.
وفيما يتعلق بمهارات الكاتب نفسه, فإن المهارات المحورية كالتواصل وقدرة التحليل والنظر الناقد كلها مهارات تعتمد أساساً علي التجربة والخبرة الإنسانية. هؤلاء هم عناصر يصعب استعادتها أو إعادة إنتاجها عبر البرمجيات.
رغم ذلك, الذكاء الاصطناعي له دوراً هاماً يلعبونه بالفعل في مساعدة الكتاب وتسهيل عملهم. يمكن استخدام أدوات ذكاء اصطناعي لتحسين الجودة اللغوية وتوفير اقتراحات حول بنية العمل الأدبي بالإضافة الى المساعدات البحثية وغيرها الكثير مما يساعد في عملية الكتابة نفسها ولكن بدون المساس بالقيمة الفنية للإنتاج النهائي.
ختاماً، يبدو أن هناك مكان لكل من الذكاء الاصطناعي والكُتاب البشر في مستقبل الأدب. فالذكاء الاصطناعي لديه القدرة على دعم وتحسين بعض جوانب العملية الإبداعية ولكنه لن يحل محل الاحترافية والإبداع والأثر العميق للعقول البشرية الخلاقة قريب المدى المنظور الحالي للتطور التكنولوجي.