- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
في ظل جائحة كوفيد-19 العالمية، أصبح التعليم الافتراضي خيارًا ضروريًا للمدارس والكليات للتعامل مع القيود المفروضة على الحركة والتجمعات. هذا التحول غير المسبوق إلى التعلم عبر الإنترنت قد طرح العديد من التحديات أمام الطلاب والمدرسين والمعلمين. من ناحية أخرى، فقد فتح أيضًا فرصاً جديدة للازدهار التعليمي بطرق لم تكن ممكنة سابقاً. سنستعرض هنا بعض هذه التحديات والفرص وتأثيرهما على النظام التعليمي العالمي.
التحديات
1. الوصول المتساوي إلى التقنية
تعتبر واحدة من أكبر العقبات التي تواجه العملية التعليمية الافتراضية هي عدم القدرة على الوصول العادل والمباشر إلى الشبكة العنكبوتية وأجهزة الكمبيوتر الشخصية. بينما يتمكن الطلبة الذين لديهم موارد مادية جيدة من الاستفادة الكاملة من الفصول الدراسية الرقمية الحديثة، فإن الآخرين قد يعانون بسبب محدودية الإمكانيات التقنية لديهم أو انقطاع الكهرباء المستمر وضعف سرعة الانترنت وغير ذلك مما يؤثر سلباً على جودة التجربة الأكاديمية.
2. تفاعل الطالب وانخراطه
النمط الجديد للتواصل الذي فرضته الظروف الصحية الأخيرة جعل التواصل بين المعلمين والطلبة ينحصر غالباً ضمن حدود الشاشة الصغيرة؛ الأمر الذي أثّر سلبيّاً وقد يُضعِف مستوى التفاعل والاستيعاب لدى البعض مقارنة بالوسط الصفية التقليدي حيث يمكن تبادل الأفكار مباشرة ومراقبة مدى فهم كل طالب لما يتم تقديمه له. بالإضافة لذلك، هناك تحدٍ آخر متمثلاً بصعود "السلوك السلبي" الإلكتروني كالتهرب من الدروس وعدم المشاركة الفعلية داخل الفصل الافتراضي نتيجة الشعور بفقدان الهوية الجماعية الجامعية المشتركة والتي تعتبر عاملا محركا هامه لعملية تعلم مثمرة ومتفاعلة.
3. الصحة النفسية والعاطفية للأطفال والشباب
الحجر المنزلي وقضاء معظم الوقت أمام الشاشات الإلكترونية أثبت أنه عامل ضغط كبير ليس فقط بالنسبة للبالغين ولكن أيضا لأطفالنا وشبابنا ممن هم تحت مرحلة البلوغ؛ حيث زادت معدلات الاكتئاب واضطراب النوم وفقدان الشهية وكثرت حالات الضيق النفسي عند هؤلاء الأطفال والشباب الذين اعتادوا قبل الأزمة الحالية علي الحياة الاجتماعية والدراسة المكثفة خارج المنزل وعلى وجه الخصوص فئة طلاب المدارس الثانوية وجامعات الدول المختلفة حول العالم. ويعد دعم هذه الفئات العمرية والحفاظ عليها صحياً نفسياً مهمة ملحة حاليا أكثر منها ذو أهميه مستقبلية نظراً لتدني إنتاجيتها الذهنية خلال فترة امتحانات نهاية العام للدورة الأولى والثانية وما بعدها إن حدث تأجيل لدوائرها الثانية كما هو حاصل الآن بأكثر من بلد عربي وعجمي متضرري الفيروس .
الفرص
على الرغم من هذه التحديات الكبيرة، إلا أن هناك جوانب إيجابية عديدة ناتجة عن الانتقال نحو بيئة تعليم افتراضية: