- صاحب المنشور: جعفر الحمودي
ملخص النقاش:
التحول نحو العمل عن بعد الذي شهدته العديد من الشركات حول العالم خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع جائحة كوفيد-19، قد أدى إلى تغيرات كبيرة في بيئة العمل التقليدية. هذه التحولات ليست محدودة بمجالات الإنتاج أو التواصل فحسب، بل امتدت لتشمل أيضًا الجانب النفسي للموظفين. تتناول الدراسات الحديثة التأثيرات المحتملة للتكنولوجيا والعمل عن بعد على الصحة النفسية للأفراد.
الايجابيات: زيادة المرونة والتحكم الشخصي
يوفر العمل عن بعد مستوى غير مسبوق من الحرية الشخصية والمرونة. يمكن للعاملين إدارة وقتهم بطرق أكثر فعالية حيث أنه ليس هناك حاجة للتنقل اليومي الطويل والمرهق والذي غالبا ما يستهلك الكثير من الطاقة. كما تتيح البيئة المنزلية فرصة أكبر للاسترخاء والتوازن بين الحياة العملية والشخصية. هذا النوع من المرونة قد يساهم في تقليل مستويات القلق المرتبط بالمسؤوليات المتعددة التي يشعر بها كثير من العمال الذين يعملون داخل مقر الشركة.
السلبيات: الشعور بالعزلة والعياء الرقمي
على الجهة الأخرى، هناك تحديات مرتبطة بالانعزال الاجتماعي نتيجة لفترة طويلة من الزمن يقضيها الفرد أمام الشاشة. العزل الاجتماعي المستمر يمكن أن يؤدي إلى مشاعر الوحدة والعجز. علاوة على ذلك، فإن التعرض المطول للأجهزة الإلكترونية - المعروف باسم "العياء الرقمي" - قد يتسبب في أعراض مثل الصداع وعدم الراحة البصرية والإرهاق الذهني. بالإضافة لذلك، فقد وجد بعض الباحثين أن عدم القدرة على الفصل الواضح بين وقت العمل والحياة الخاصة بسبب وجود الكمبيوتر المحمول والبريد الإلكتروني دائمًا ضمن متناول اليد قد يساهم أيضا في الضغوط النفسية.
الحلول المقترحة لتحسين الصحة النفسية أثناء العمل عن بعد
لتخفيف الآثار السلبية المحتملة لهذه الظاهرة، هناك عدة خطوات يمكن اتخاذها:
* إنشاء روتين يومي واضح: تحديد ساعات عمل ثابتة ومكان عمل مخصص يساعد في تحقيق الاستقرار وتجنب عبء الضغط الناجم عن الاختلاط بين الأوقات المختلفة للحياة اليومية.
* الحفاظ على الاتصال الاجتماعي: رغم الطبيعة المنفصلة لعملنا الحالي إلا إنه من المهم بقاء العلاقات الاجتماعية صحية ومنتجة عبر استخدام تقنيات الفيديو والمحادثات الهاتفية المنتظمة وبناء شبكة دعم افتراضية.
* استراحات منتظمة بعيدا عن شاشة الجهاز: أخذ فترات راحة قصيرة كل ساعة لإراحة العينين والجسد؛ حتى لو كانت مجرد المشي لبضع دقائق خارج البيت واستنشاق الهواء الطلق.
في حين توفر التكنولوجيا فرصاً جديدة لمعالجة قضايا الصحة النفسية وسط ظروف عمل مختلفة ومتغيرة باستمرار، تبقى مسؤوليتنا كأفراد وشركات هي تقديم الدعم اللازم لصحتنا العقلية وضمان توازن صحي بين حياتنا المهنية والشخصية.