- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:في العصر الرقمي الحالي الذي نعيش فيه، أصبح وجود التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من حياة الأطفال والمراهقين. هذه الأدوات المتقدمة لها تأثيرات متعددة ومتنوعة، بعضها إيجابي وأخرى قد تكون سلبية خاصة فيما يتعلق بالصحة النفسية. الدراسات الأخيرة تشير إلى أن الاستخدام الزائد للتكنولوجيا يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات القلق والاكتئاب لدى الشباب. الأجهزة الذكية والألعاب الإلكترونية والتواصل الاجتماعي كلها وسائل تشغل وقت كبير من يومهم ويصبح الانفصال عنها صعباً أو حتى مؤلماً لأغلبية منهم. هذا الارتباط الوثيق غالبا ما يؤدي إلى نقص في العلاقات الاجتماعية الحقيقية، مما يترك العديد يشعرون بالعزلة والعجز عن التواصل الفعال خارج العالم الرقمي.
من ناحية أخرى، هناك فوائد واضحة أيضا. التكنولوجيا توفر فرص التعلم المستمر، حيث يمكن الوصول إلى المعلومات بسرعة وكفاءة أكبر بكثير مقارنة بالأوقات السابقة. بالإضافة إلى ذلك، تتيح التطبيقات الخاصة بالتوجيه النفسي والدعم الاجتماعي لمساعدة هؤلاء الأفراد الذين ربما كانوا سيواجهون عواقب أكثر خطورة لو لم يكن لديهم مصادر الدعم هذه عبر الإنترنت.
لكن المشكلة الرئيسية تكمن في كيفية تحقيق توازن بين الفائدة الضرورية لهذه التقنيات والحاجة الملحة للحفاظ على الصحة النفسية الجيدة. الحوار الأسرى حول استخدام التكنولوجيا مهم للغاية، وكذلك وضع حدود واستراتيجيات لتشجيع الأنشطة التي تعزز الصحة النفسية مثل الرياضة والكتب والقراءة وغيرها. التعليم والإرشاد بشأن مخاطر الإدمان على الشاشات أمر حاسم أيضاً. في نهاية المطاف، بينما تعد التكنولوجيا أدوات قيمة، فإن استدامتها تعتمد بشكل كبير على قدرتنا كآباء ومربين وموجهين نفسيين لضمان استخدام صحي وعقلاني لها.