- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
في ثنايا التاريخ الخليجي، تعد قصة تأسيس مدينة دبي واحدة من أكثر القصص إثارة وغنى بالمعلومات. هذه المدينة التي نعرفها اليوم كمركز مالي عالمي وباب تجاري بين الشرق والغرب، كانت ذات يوم قرية صغيرة تعيش على الصيد والتجارة البحرية البسيطة.
بدأ التحول الكبير عندما اختار حاكم بني كعب، الشيخ مكتوم بن بطي آل مكتوم، موقعاً استراتيجياً يمتد على ساحل الخليج العربي ليكون مقر حكمه الجديد. عام 1833، بدأ بناء "دبي الجديدة"، وهو الاسم الذي أصبح فيما بعد مجرد اسم للقرية الأصلية بينما توالت التسميات الحديثة عبر الأجيال.
كان اختيار الموقع ذكيًا للغاية حيث يشكل خور دبي حاجز طبيعي ضد الهجمات المحتملة من الخارج ويمنح التجارة سهولة الوصول إلى المياه العميقة مما يسمح للسفن الكبيرة بالإرساء مباشرة عند الشاطئ. بالإضافة لذلك، فإن قربها من مفترق الطرق البحري جعل منها مركزا رئيسيا للتواصل بين الهند وخليج عمان والبحر الأحمر.
مع مرور الوقت، تطورت دبي بسرعة. تحت حكم حكام آل مكتوم المتعاقبين - خاصة مع تولي الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم الحكم في الستينات - تم التركيز بقوة على تطوير الاقتصاد المحلي والاستثمار في البنية الأساسية والموانئ والمطار. أدى هذا النهج الاستراتيجي إلى تحويل دبي تدريجياً من سوق شعبي صغير إلى وجهة شعبية للمستثمرين والعاملين الدوليين.
واليوم، يمكن رؤية بصمة الماضي الواضحة في هيكل المباني التقليدية وأسواق الذهب الحيوية ومواقع التراث الثقافي مثل حصن الفهيدي وقصر شيخ محمد بن راشد آل مكتوم. كل هذه العناصر مجتمعة تخلق خلفية غنية تؤكد أهميتها التاريخية والثقافية الهائلة وتوضح كيف حققت الإمارات العربية المتحدة واحداً من أكبر الانقلابات الاقتصادية العالمية خلال القرن الماضي.
الوسوم المستخدمة:
paragraph