• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  

  ازدادت أهمية التجارة الإلكترونية بسرعة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد جائحة كوفيد-19 التي دفعت العديد من الشركات والمستهلكين نحو الاعتماد المتزايد على الانترنت للتسوق والاستثمار. وفي حين توفر هذه الظاهرة فرصة هائلة للنمو الاقتصادي وتوفير الخدمات للمستخدمين في جميع أنحاء العالم العربي، إلا أنها تواجه أيضاً مجموعة متنوعة من التحديات الفريدة المرتبطة بالتقاليد الثقافية واللوجستية والبنية التحتية الرقمية.

الفرص

أولاً، تتيح التجارة الإلكترونية الوصول إلى الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية مباشرة، مما يعزز الإنتاج القومي ويحفز الابتكار. كما تساعد المنصات عبر الإنترنت الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم (SMEs) على توسيع نطاق أعمالها وخفض تكلفة التشغيل البيروقراطية التقليدية. بالإضافة لذلك، فإن تقديم خدمات الدفع الرقمي يدعم التحول نحو مجتمع غير نقدي أكثر أمانًا وملاءمة.

التحديات

بالمقابل، هناك تحديات عديدة تعترض انتشار التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. أحد أكبر العوائق هو البنية التحتية الرقمية الضعيفة والتي غالبًا ما تكون محدودة بالنطاق عريض السرعة والحلول الأمنية الكافية لحماية البيانات الشخصية والمعاملات المالية. علاوة على ذلك ،لا تزال الثقة العامة في التجارب الرقمية ضعيفة بسبب المخاوف بشأن حماية البيانات والأمان وعدم اليقين القانوني فيما يتعلق بصلاحية العقود والشراء عبر الإنترنت.

ومن بين المشكلات الأخرى العمليات اللوجستية المعقدة الناجمة عن الاختلاف الجغرافي الكبير داخل الدول العربية وانعدام شبكات التسليم المستدامة. وأخيراً وليس آخراً، مستويات الأمية الرقمية والفوارق الاجتماعية - الاقتصادية تؤثران بشكل كبير على قبول المجتمع لهذه الصناعة الجديدة نسبيًا.

لكن رغم كل هؤلاء العراقيل，إن تطوير سياسات داعمة ومتناسقة للحكومات وشركاء القطاع الخاص يمكن أن يساهم بشكل فعال بتحويل هذين الجانبين السلبي والإيجابي لتجربة التجارة الإلكترونية وتحقيق نموذج عمل شامل يرضي احتياجات المقايضات المختلفة لجميع اللاعبين المعنيين.