- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:تُعدّ تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي مجالات حاسمة في العصر الحديث، حيث تساهم في تحويل الصناعات وتقديم حلول مبتكرة لمختلف التحديات. وفي حين شهد هذا النوع من التقنيات تطوراً هائلاً عالمياً، إلا أنه يواجه العديد من العقبات أمام انتشاره بشكل كامل في العالم العربي. هذه الحواجز تشمل القضايا اللغوية، نقص البيانات العربية الكافية، بالإضافة إلى جودة التدريب والمعرفة المتاحة حول هذه التقنيات.
أولاً، يُعتبر اللغة أحد أكبر التحديات أمام تعميم التعلم الآلي في المنطقة العربية. معظم الأدوات والأبحاث البحثية والمكتبات مفتوحة المصدر متوفرة باللغة الإنجليزية مما يعيق فهم واستخدام غير الناطقين بها. بالإضافة إلى ذلك، فإن الكثير من المنظمات المحلية والقوى العاملة ليست مجهزة لإنتاج بيانات عربية قابلة للإستخدام أو حتى لتدقيقها. وهذا يعني أن نماذج التعلم الآلي غالبًا ما تكون ضعيفة عندما يتعلق الأمر بتطبيقات محلية محتملة مثل الترجمة الفورية بين اللهجات المختلفة عبر الإنترنت أو تحليل الرأي العام على الشبكات الاجتماعية بنسخ عربية فريدة.
التدريب والمعرفة
ثانياً، هناك أيضاً قصور ملحوظ فيما يتعلق بالتدريب المناسب والتوعية بأهمية وأصول العمل بمجالات الـ AI/ML. رغم وجود بعض الجامعات الرائدة التي تقدم دورات وبرامج متخصصة، فإنه يوجد نقص مطرد للموارد التعليمية الشاملة والعالية الجودة بالعربية. كما أن الفرص العملية للتدرب باستخدام أدوات التعلم الآلي محدود بسبب البيئة التشريعية التجارية والإيجابية نحو الابتكار في الشرق الأوسط.
للتغلب على هذه المشكلات، يمكن اتخاذ عدة خطوات لتحفيز نمو التعلم الآلي في العالم العربي بطرق فعالة. أولاً، زيادة الاستثمار في مشاريع ترجمة البرمجيات والبرامج التعليمية لجعل المعرفة التقنية المكتسبة بالإنجليزية أكثر توفرًا للجمهور العربي. ثانيا، دعم إنشاء مجموعات واسعة من البيانات المدربة والمختارة بعناية والتي تتماشى مع الاحتياجات الخاصة لكل دولة. أخيراً، تشجيع المزيد من التعاون الحكومي والداعم للأعمال الخاص لمبادرات الباحثين ورواد الأعمال الذين يسعون لنشر تقنيات الـ AI/ML ضمن السياق الثقافي والشخصي للعالم الإسلامي.