• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  

  تعتبر التكنولوجيا جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، خاصة بالنسبة للأجيال الشابة. ولكن هل كل هذا الوقت الذي نقضيه أمام الأجهزة الرقمية له تأثيرات صحية عقلية؟ الدراسات الأخيرة تشير إلى وجود علاقة مباشرة بين الاستخدام المكثف للتكنولوجيا والمشكلات النفسية مثل القلق والإكتئاب وفقدان التركيز.

أولى هذه التأثيرات هي زيادة مستوى الضغط النفسي بسبب الحاجة المستمرة لتلبية متطلبات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت. الشباب، الذين غالبًا ما يتعرضون لضغوط اجتماعية كبيرة بالفعل، قد يجدون أنفسهم تحت ضغط أكبر بسبب حاجتهم للمشاركة الدائمة وعدم القدرة على الانقطاع عن وسائل التواصل الرقمية.

تأثير التقنية على جودة النوم

بالإضافة لذلك، فإن استخدام الشاشات قبل الخلود إلى الفراش يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في النوم. الأبحاث العلمية أثبتت أن الضوء الأزرق الصادر من شاشات الهواتف الذكية والأجهزة الأخرى يمكن أن يحجب هرمون الميلاتونين - وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ. وهذا يمكن أن يعزز الشعور بالإرهاق والتعب خلال النهار، مما يخلق حلقة مفرغة من عدم الحصول على الراحة الكافية.

التأثيرات الاجتماعية والعاطفية

من الجانب الاجتماعي، قد يشعر بعض الشباب بالعزلة أو الوحدة حتى لو كانوا محاطين بالأصدقاء والمجتمعات عبر الإنترنت. هناك بحث حديث وجد أن استخدام الشبكات الاجتماعية مرتبط بانخفاض مستويات الفرح والسعادة العامة، وذلك ربما بسبب المقارنة غير الصحية مع الآخرين التي تحدث بشكل متكرر على هذه المنصات.

الحلول المحتملة

بالرغم من هذه المشاكل المحتملة، هناك طرق لإدارة استعمال التكنولوجيا بطريقة صحية. أحد الحلول الأساسية هو وضع حدود واضحة للجلسات الزمنية اليومية لاستخدام الأجهزة الإلكترونية. بالإضافة إلى ذلك، تحديد وقت "بدون تقنية"، حيث يتم ترك الهاتف جانباً وتخصيص الوقت للأنشطة التي تعزز الاسترخاء والصحة الجسدية والعقلية مثل الرياضة والقراءة والحرف اليدوية وغيرها.

وفي النهاية، بينما التكنولوجيا تقدم العديد من الفوائد، فإنه من الجدير بأن نكون على دراية بالتأثيرات المحتملة عليها على الصحة العقلية وأن نسعى نحو خلق توازن صحي في استخدامها.