استثمارك في بناء صورة أصيلة ونظيفة وحقيقية عن شخصيتك وسمعتك هو ربما من أقل أنواع الاستثمار تقديراً، رغم أنه على المدى البعيد من أكثر الاستثمارات فائدة وربحاً.
الكذب، التلاعب، استغفال الناس، الغدر بهم، تصرفات ربما ذات مكاسب وهمية لحظية، ولكن مدمرة للصورة الشخصية على المدى البعيد.
الاستثمار هنا يعني تمسكك بمبادئ معينة في التعامل مع الآخرين تؤمن بها، وبأن شخصيتك لا تنفك عنها، وبأن التمسك بها سيعود عليك بالخير دائماً حتى وإن كان بشكل غير مادي. مبادئ مثل:
- حفظ الحقوق
- إذا وعدت فإنك توفي
- الصدق في كل حال
- عدم استغفال من ائتمنك
وغيرها
المبادئ ليست ترف، الذي يتعامل مع الآخرين (في عالم الأعمال بالذات) بلا مبادئ تحكم وتضبط تعاملاته هو شخص انتهازي همّه تحقيق مكاسب بأي شكل ووسيلة ممكنة، وسمعته تتشكل وتنتشر مع الوقت بتلك الصورة.
دور المبادئ هو كبح هوى النفس في أحسن وأحلك الظروف، وهي من تصنع شخصية المرء مع الوقت.
نعم، في وقت سريع يمكن أن يصل الكاذب لهدفه، المخادع يصل، الغادر يصل، آكل الحقوق يصل.
ولكن الصادق كذلك يصل لهدفه، من يوفي بعهده يصل لحقه، المؤتمن الأمين يصل، بمشوار أطول ربما من الصنف الأول. يصل وقد كسب هدفه وقبل ذلك نفسه وسمعته، وقد صنع شخصية تحكمها مبادئ كريمة.