- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي الذي يتسم بالابتكار والتكنولوجيا المتسارعة، يصبح موضوع توازن الخصوصية والأمان أمرًا حيويًا. أصبح العالم أكثر اتصالاً عبر الإنترنت مما يؤدي إلى زيادة كبيرة في كمية البيانات الشخصية التي يتم مشاركتها وتخزينها. هذا الاتصال الواسع يوفر العديد من الفرص مثل سهولة الوصول للمعلومات والخدمات، ولكن أيضاً يعرض الأفراد للخطر الأمني ويجب الحفاظ على خصوصيتهم.
تعتبر الخصوصية الحق الأساسي لأي فرد تتيحه له القوانين والمبادئ الأخلاقية. يشمل ذلك حق الفرد في التحكم فيما إذا كانت معلوماته الشخصية متاحة للآخرين أم لا وكيف تُستخدم هذه المعلومات. ومع ذلك، فإن الأنشطة اليومية للأفراد، سواء أكانت تسوقًا عبر الإنترنت أو التواصل الاجتماعي أو حتى استخدام الخدمات الحكومية الإلكترونية، غالبًا ما تتطلب الكشف عن بعض المعلومات الشخصية.
إحدى أكبر التحديات التي نواجهها هي كيفية تحقيق التوازن بين حماية تلك المعلومات والحاجة لاتخاذ قرارات مستنيرة بناءً عليها. الشركات المؤسسية والجهات الحكومية تحتاج إلى الاستفادة من بيانات العملاء والشعب لتوفير خدمات أفضل وتحسين السياسات العامة؛ بينما يرغب الأشخاص أيضًا في الشعور بالأمان عند تقديم معلوماتهم الشخصية. يمكن لهذا التوازن الصعب تحقيق نتائج نافعة لكل من القطاعات الخاصة والحكومية بالإضافة إلى المواطنين الذين يستفيدون من هذين الجانبين.
العوامل المؤثرة في هذا التوازن
- اللوائح والقوانين الجديدة: إن وضع قوانين قوية لخصوصية البيانات كالقانون الأوروبي العام لحماية البيانات (GDPR) والتحضيرات الأمريكية لإقرار تشريع جديد بشأن الخصوصية، يساهم بشكل كبير في تعزيز حقوق المستخدم والحفاظ على ثقة الجمهور بالمؤسسات.
- تقنية البلوكشين: تقنية دفتر الحسابات المشترك غير المركزية توفر طريقة جديدة وآمنة لتخزين واستخدام البيانات بطريقة تحافظ على التعريف الشخصي ولا تخلف أثراً.
- التعليم والإعلام: تثقيف المجتمع حول أهمية الخصوصية وكيف يمكنهما إدارة ومشاركة بياناتهما بأمان يرفع مستوى اليقظة لدى الجميع تجاه المخاطر المحتملة.
دور الأفراد والمؤسسات
على المستوى الفردي، يجب تشجيع الناس على فهم سياسات الخصوصية قبل مشاركة أي بيانات شخصية. كما ينبغي لهم استخدام أدوات التشفير وإدارة كلمات المرور المعقدة للحفاظ على حساباتهم آمنة ضد الاختراقات الإلكترونية.
أما بالنسبة للمؤسسات والمطورين للتطبيقات والبرامج، فإن عليهم التأكد من اتباع أفضل الممارسات الأمنية وضمان عدم جمع المزيد من البيانات إلا عندما تكون ضرورية بالفعل. أيضاً، العمل بنشاط نحو تطوير نماذج جديدة لاستخدام البيانات تسمح باستخراج رؤى مفيدة دون الإضرار بخصوصية أفراد محددين.
إن خلق بيئة رقمية قائمة على الثقة تتطلب جهود مشتركة ومتوازنة بين جميع الأطراف - الأفراد والمطورين وصانعي السياسات والدول نفسها – لتحقيق هدف مشترك وهو الحفاظ على سلامة واستقلالية كل شخص في عالم رقمي متزايد الضخامة والمعقدة.