#قصة_رسالة
قضى سام الشطر الأول من حياته يتعلم الرسم، واقترب من تحقيق حلمه بالشهرة في اللحظة التي دُعيَ فيها لنيويورك من قِبَل عمدة المدينة، واستلم ألف دولار ليرسم لوحته، حتى جاءه حامل الرسالة.
الرسالة التي غيرت حياته.. والتاريخ!
وصلت الرسالة لسام، وكان وقتها في الاستوديو!
الرسالة التي حملها إليه شخص ملطخ بالطين مرهق بوعثاء السفر كانت تقول: (زوجتك الحبيبة تتماثل للشفاء).
ولأن زوجته كانت حاملاً بطفلهما الثالث، فقد فزع فزعاً شديداً وهرع إلى عربة الخيل ليغادر نيويورك ويحث الخطا لمدة ستة أيام حتى يصل لقريته، وما إن وصل هناك حتى فوجئ أن زوجته قد توفيت!
لكن أكثر ما تسبب بالألم له، أنه فوجئ بأن زوجته كانت قد توفيت قبل أن يصل إليه حامل الرسالة في نيويورك، ودُفنت بينما كان يسابق المسافات في طريقه لأن يلتزم قربها.
وهنا كانت اللحظة المفصلية!
سام سيقضي الخمس وأربعين سنة الباقية من عمره ليضمن ألا يشعر أحد بمثل ما شعر به.. أبداً!
سام.. والذي كان اسمه الكامل (سامويل فينلي مورس)، سيقضى الخمس وأربعين سنة الباقية من عمره يخترع التيليغراف.. ليختصر المسافات والأمكنة، ويبتكر شفرة مورس.
سلسلة من نقط وخطوط.. تستطيع الإنسانية إرسال تفاصيل الحياة من خلالها، وعبر ذبذبات كهربائية.. تصل في نفس لحظة إرسالها! https://t.co/nLoDx4kWis
وأمام حشد كبير عام ١٨٤٤م، جلس الكهل سامويل مورس ليعلن للعالم عن اختراعه. لكنه لم يرغب أن تمر هذه اللحظة التاريخية دون أن يخلّدها لإحياء ذكرى زوجته الحبيبة، فاختار لأول رسالة يرسلها الجهاز أن تقول: (ما فعل الله بك).
فكانت تلك أول رسالة تيليغراف تعرفها البشرية! https://t.co/9cineo1oO9
