- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
لقد شهد العالم تحولاً كبيراً في السنوات الأخيرة مع ظهور وتطور التكنولوجيا الرقمية. واحدة من أكثر هذه التحولات تأثيراً هي الطريقة التي نستهلك بها الأخبار والمعلومات والطريقة التي نتفاعل بها معها. أصبح الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك ويوتيوب أدوات رئيسية لتشكيل الآراء العامة حول مختلف القضايا السياسية. هذا المقال يستكشف كيف يمكن لهذه المنصات التأثير على الرأي العام السياسي وكيف يعكس ذلك تحديات جديدة أمام الديمقراطية الحديثة.
العصر الجديد للأخبار والتواصل
في الماضي، كانت الجرائد والمجلات والبرامج الإخبارية هي المصدر الرئيسي للمعلومات للجمهور. ولكن اليوم، يعتمد العديد من الناس على شبكات التواصل الاجتماعية للحصول على أخبارهم ومناقشة قضايا السياسة المختلفة. وفقًا لدراسة أجرتها جامعة نورث وسترن عام 2018، فإن حوالي 64% من الأمريكيين حصلوا على معلومات سياسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال فترة حملة انتخابات بينايز الأمريكية.
تأثير الرؤية الذاتية والشبكات الاجتماعية
تسمح لنا الشبكات الاجتماعية بتكوين "رؤية ذاتية" حيث يتم عرض المحتوى الذي يتوافق مع اهتماماتنا وأفكارنا الحالية. هذه العملية تؤدي إلى زيادة التعرض لمحتوى متجانس مما يؤثر غالباً على تشكيل آرائنا. الدراسات أثبتت أن الأفراد الذين يقضون وقت طويل على منصات التواصل الاجتماعي قد يشهدون تغييرات كبيرة في معتقداتهم بسبب تعرضهم المتكرر لنفس النوع من المعلومات.
المعلومات الخاطئة وإساءة الفهم
من أكبر المخاطر المرتبطة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي لأخبار السياسة هو انتشار المعلومات الكاذبة أو المغلوطة. بدون مراجعة دقيقة للنشر والتفنيد، يمكن للحقائق الخاطئة الانتشار بسرعة وبشكل واسع. وقد تم رصد حالات عديدة خلال الحملات الانتخابية الأخيرة حيث تسبب نشر معلومات مضللة بقوة غير مباشرة في تغيير اتجاه التصويت الشعبي.
دور الأنظمة الخوارزمية
تعمل الخوارزميات الموجودة خلف الكثير من منصات التواصل الاجتماعي بنظام يقوم على تقديم محتوى بناءً على ما اعتبره مستخدم سابق جذابًا لك. لكن هذا النظام قد يؤدي أيضًا إلى "فقاعات" معرفية، حيث يرى الشخص نفسه محاصرًا داخل دائرة من الآراء المشابهة الخاصة به، بعيداً عن آراء أخرى مختلفة. وهذا يمكن أن يخفض القدرة على فهم وجهات نظر متنوعة، وهو أمر ضروري للديمقراطية الصحية.
خطوط المستقبل
ومن أجل مواجهة هذه التحديات، هناك حاجة لاتخاذ إجراءات متعددة. الحكومات تحتاج لوضع قوانين تنظيمية فعالة لحماية الجمهور ضد المعلومات الكاذبة وتعزيز شفافية البيانات. الشركات المالكة لمنصات التواصل الاجتماعي عليها تبني تقنيات قادرة على تحديد وتقييم دقة المعلومات قبل نشرها. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تعليم الجمهور كيفية التفريق بين الحقائق والأكاذيب واستخدام موارد متنوعة للحصول على الأخبار.
في النهاية، رغم التحديات الجديدة التي نواجهها، يبقى التواصل والعلم مفتاحان أساسيان لصحة الديمقراطية في القرن الواحد والعشرين.