- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:في زمن تزايدت فيه حدة الصراعات الإقليمية والدولية، يبرز دور الإعلام كأداة قوية لتوجيه الرأي العام وتشكيل الفهم المشترك للقضايا العالمية. يتعين على المؤسسات الإعلامية مواجهة تحديات جسيمة تتعلق بالدقة والمصداقية والتحيّز أثناء نقل الأخبار والتعليقات المتعلقة بالقضايا الدولية. وفي المقابل، تحتضن هذه المنصة الفرصة الكبيرة لتعزيز الحوار البناء بين الثقافات المختلفة وتعزيز التعايش السلمي.
التحديات التي يواجهها الإعلام في تحقيق السلام العالمي:
1. التحيز وعدم الدقة:
غالباً ما ينطوي تغطية الأحداث الدولية على تحيزات سياسية أو عرقية أو ثقافية، مما يؤدي إلى تشويه الحقائق وتقديم وجهات نظر أحادية الجانب. هذا يمكن أن يُحرّض العنف ويعمِّق الانقسامات عبر المجتمعات المحلية والعالمية. مثلاً، خلال أحداث مثل الحرب في سوريا، قد تُركز بعض وسائل الإعلام التركيز على جانب معين من القضية وتتجاهل الجوانب الأخرى أو حتى تمثل الوقائع بطريقة مضللة.
2. سباق التصعيد:
مع وجود شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، أصبح بالإمكان نشر المعلومات بشكل فوري حول العالم. ولكن سرعة هذه العملية غالبًا ما تقود إلى "سباق تصعيد" حيث يتم تأويل القصص وإعادة سردها بسرعة بدون التدقيق الكامل للتأكيد من دقة المحتوى الأولي. يمكن لهذا النوع من السرعة غير المدروس أن يغذي الخوف والكراهية أكثر منه تعزيز التفاهم والسلم.
الفرص أمام الإعلام لتحقيق السلام العالمي:
3. خلق مساحات للحوار المفتوح:
يمكن للإعلام تقديم منتدى مناسب لمختلف الأصوات والصوتيات حول العالم للمشاركة بنشاط في المناقشة العامة والقضايا الملحة عالمياً. بتوفير هذه المساحة للنقاش المفتوح والشامل، يستطيع الجمهور إدراك تعقيد المواقف وأسباب حدوث الصراعات وصنع قراراته بناءً على فهم أفضل للسياقات المعقدة للأمور الدولية.
4. التعليم وبناء الوعي:
تلعب الوسائل الإعلامية دوراً رئيسياً في تثقيف الناس بشأن تاريخ العلاقات الإنسانية والثقافي والمعرفي. من خلال إبراز التجارب المشتركة والحكايات الشخصية، تستطيع الشركات الإعلامية تمكين الأفراد من رؤية الأمور بعيون متعددة الزوايا وبالتالي ينمو الاحترام والثقة عبر الحدود الوطنية وغيرها من الاختلافات الاجتماعية.
الاستنتاج:
بينما تواجه صناعة الإعلام العديد من العقبات الهائلة في سعيه نحو دعم الأمن والاستقرار الدوليين، فإن الامكانيات أيضاً كبيرة عندما يتعلق الأمر بصقل الوحدة الدولية والتفاهم المشترك. إن تبني نهج أخلاقي وعادل في تقديم الأخبار، وكذلك استخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة لإتاحة الوصول الواسع لكل صوت ذي أهمية، ليساعدان بلا شك في دفع عجلة تقدم مستقبلنا الجماعي نحو سلام دائم.