غَزَلٌ في القرن الواحد و العشرين

.....................................................

تسير بلا ظِلٍ ، وفي كل كاحلِ

تفاعيل أبياتٍ ، على وزن قاتِلِ

ويطرق قلبي كل خطوٍ تدقه

كما يطرق التحرير قلبَ المناضلِ

إذا فكت البكلات سالت ملائكٌ

على كِتفها المخضوب مثل الخمائلِ

#أحمد_الصيعري

2

كأن انحدار الشَعْرِ أستارُ كعبةٍ

فهل عَجَبٌ إن طُفتُ حول الجدائلِ !

منقَّشةٌ صنعاء فوق ذراعها

وراقصةٌ بيروت حول الخلاخِلِ

وعالقةٌ هذي الزهور بصدرها

كما عُلِّقَ التاريخ في صدرِ بابِلِ

وفي عينها نيلٌ من الضوء راكضٌ

وماليَ منهُ غير طيفٍ مُخاتِلِ

3

تناسَلَ مِن جِلدِ امرئِ القيس ، قَرحُهُ

ومر على التاريخ فاختار كاهلي

فيا لعنة الكِنْديِّ ماثم موطئٌ

من القلب لم تنبتْ عليه دمامِلي

كأنيَ في حوتٍ من الوجد عالقٌ

وماكنتُ ذا نونٍ لأُلقى بساحلِ

فيا بنت ما للشعر ينئيكِ عن يدي

ولو شئتُ كان النجم أدنى نوائلي

4

وقد كنتُ في اللُقيا وكنتِ ، كأننا

شقيقان في رَحْمٍ من العشق ناهِلِ

وكان لنا في الوصل حِصنُ أزاهرٍ

فمن أين جائتنا جموع المعاوِلِ

وماذا يفيد الغيم يهطل فوقنا

إذا كان غيمُ الملتقى غيرَ هاطِلِ

فليس بعدلٍ ، يضحك الناي ساخرًا

وهل مِن هوىً عند المحبين عادِلِ !

5

أنا والفراغ المحض نمشي إلى السُّدى

ونحمل أثقال الزمانِ المُداوِلِ

وما أنا إلّا زاجِلٌ كان حظه

من الأرض حربٌ تحتسي كُلَّ زاجِلِ

يحاول مسك الأمنياتِ ، كأبتَرٍ

يحاولُ مسك الماء دون أنامِلِ

وقد مال عن صنعا بجسمٍ مُصَدَّعٍ

وقلبٍ برغم الصدع ليس بمائِلِ