- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:في السنوات الأخيرة، شهد العالم تزايدًا ملحوظًا في شعبية الألعاب الإلكترونية بين الأطفال والمراهقين. بينما توفر هذه الألعاب شكلًا ممتعًا ومشوقًا للترفيه والتسلية، إلا أنها قد تحمل أيضًا آثاراً سلبية على الصحة النفسية لهذه الفئة العمرية الحساسة.
الأبحاث الحديثة تشير إلى ارتباط مستويات عالية من لعب ألعاب الفيديو بالعديد من المشاكل الصحية النفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD). هذا الارتباط ليس نتيجة مباشرة لطبيعة اللعب نفسها ولكن بسبب الوقت الطويل الذي يقضيه اللاعبون أمام الشاشات مما يؤدي إلى انخفاض نشاطهم البدني وانزوائهم الاجتماعي.
الآثار الجسدية والنفسية
من الناحية البدنية، يمكن أن تؤدي جلسات اللعب المطولة إلى مشكلات جسدية غير صحية كمشاكل العمود الفقري والعين بسبب الوضعيات الخاطئة والجهد الزائد لعضلات اليد والمعصم أثناء القبض المستمر على joysticks أو لوحة المفاتيح. بالإضافة لذلك، فإن نقص التمارين الرياضية والحركية المرتبط بأوقات طويلة من جلوس الطفل امام الشاشة يزيد أيضاً من خطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب وغيرها من الأمراض المزمنة ذات العلاقة بنمط الحياة الصحي.
ومن حيث الصحة النفسية، فقد أكدت الدراسات وجود علاقة قوية بين الوقت طويل التصرف والألعاب العنيفة والإدمان عليها وبين ظهور أعراض نفسية وعصبية كالتهيج وعدم القدرة على التركيز والشعور بفقدان التحكم والتحفيز الذاتي. كما ارتبطت بعض الحالات المتقدمة للإدمان بالأفكار والسلوكيات الانتحارية لدى الشباب الذين يشعرون بالعجز عن مواجهة الواقع بعد الانغماس الكبير في عالم افتراضي مثالي.
التوازن: المفتاح لحماية الأطفال
لتجنب الآثار الضارة المحتملة لألعاب الفيديو، يجب تعزيز فكرة تحقيق توازن صحي عند استخدام هذه الوسائل الترفيهية. ينصح بإرشاد الأطفال للاستخدام المسؤول وتحديد فترات زمنية محددة يومياً للشاشة، مع التشجيع المستمر للمشاركة الاجتماعية النشيطة والأنشطة الخارجية التي تحافظ على الصحة البدنية والعقلية بشكل عام.
الخلاصة
إن التأثيرات المعاكسة لألعاب الفيديو ليست محسومة بالنسبة لكل المستخدمين ولا تدخل ضمن نطاق وصف "خطر" مطلق. لكن فهم كيفية تأثير هذه الأنشطة الرقمية واتخاذ التدابير الوقائية المناسبة يساهم بشكل كبير بالحفاظ على نمو وصحة جيدة للأجيال الجديدة وسط ثورة التقنية الرقمية المستمرة.